ريماس
02-04-2018, 03:44 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/1617kalimat1.com.jpg
بحث مختصر جاهز عن المخدرات..تقرير عن اسبوع المخدرات
المُخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تَنتشِر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يَسبِق له مثيل، حتى أصبحت خطرًا يُهدِّد هذه المجتمعات وتُنذِر بالانهيار.
ومن خلال هذه البحث نُساهم في جلاء هذا الأمر ووضعه في مكانه الصحيح؛ لأن وضع قضية الإدمان في حجمها الحقيقي، وتقدير حجم المخاطر والصِّعاب، يُحدِّد ماهية الأدوار المطلوبة لمُواجَهتِها، وكذلك الكيفية بالطرق المناسبة مع البيئة التي نعيش فيها بظروفها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولبيان الطُّرق المُثلى في التعامُل مع المُدمِن واحتوائه ومساعدته، وسُبل إيجاد مَحاضنَ أسرية آمنة لاستنقاذ المُدمِن وإعادة تأهيله، استلزم منا ذلك أن نُلقي الضوء بالتفصيل عن المخدرات وأنواعها، والإدمان، والأبعاد المتعدِّدة لظاهرة تعاطي المخدرات وآثارها، ووضع العلاج المناسب لها بما يناسب ظروف مجتمعنا المختلفة وغير ذلك من التفاصيل التي وردَت في فصول البحث المختلفة.
إن إدمان الكُحول والمُخدرات مرض بدني نَفسي اجتماعي، وتُشير الدراسات والبحوث في مجال الإدمان إلى أن التعرُّف على المواد الإدمانية وتعاطيها يبدأ في سنِّ المُراهقة.
ومِن المعروف أن سنَّ المُراهَقة هو مرحلة انتقال الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب والرجولة، ومن ثمَّ تحمُّل مسؤوليات الحياة.
والمُراهِق يميل بطبيعة مرحلة النموِّ التي يعيش فيها إلى حب الاستطلاع والتمركز حول الذات وحب المُغامَرة، ويَسعى وراء الملذات الحسية، والرغبة في اكتشاف الجديد والمُثير في الحياة، وتلك الحالة تجعل المُراهِق يعيش أحوالاً نفسية متناقضة تتراوَح بين التمسُّك بالأخلاقيات والقيم من جهة، والرغبة في ممارسات الخُبرات الجديدة تحت تأثير الأصدقاء والمثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى.
ولذا نجد المُراهِق يَسعى إلى ممارسة سلوكيات يَشعُر أنها تُعطيه توكيدًا لذاته الناشئة، وتبدو في ممارسة بعض السلوكيات السلبية؛ مثل قيادة السيارات بشكل خَطِر، وتدخين السجائر وتعاطي المُخدِّرات.
ونظرًا لأن مرحلة المُراهَقة تُتيح للمُراهِق اكتشاف الجوانب الجنسية في الحياة، فيَرتبط بأصدقاء وجماعات مختلفة يَجد نفسه فيها ويَبوح داخلها بأسراره الشخصية التي يَخجل من التعبير عنها في محيط الأسرة والمدرسة.
هنا يبدأ تأثير الأصدقاء، ولأن "الصاحب ساحب" كما هو معروف فقد يدفع الصاحب إذا كان سيئًا بصديقه إلى طريق الغواية والإغراءات، ويدعَم ذلك التوجُّه السلبي رغبة بعض المُراهقين في الشعور بالاستقلالية والتحرُّر من القيود الأسرية والتمرُّد على القيم، كما يَبدو على المراهق أحيانًا ملامح من وعدم الاستقرار والتوتر، والميل إلى الجدل والعِناد وسرعة الغضب والخجل، وتلك السمات في مجملها تدفع بعض المُراهِقين إلى التدخين وتَعاطي المواد المخدرة بدفع التجربة، وسواء تمَّ التعاطي تحت تأثير الأصدقاء أو بالتجربة الذاتية يكون المُراهِق قد عرض نفسه للتسمُّم المُبكِّر الناشئ عن تعاطي المواد المؤثرة في الحالة الذهنية.
وهو يَبدأ في التورُّط التدريجي شيئًا فشيئًا وكلما حاول التوقُّف فلا يُمكنه التعامل مع الآثار البدنية والنفسيَّة المصاحبة للتوقُّف، فتَنشأ لدَيه حالة من السلوك القَهري يكون الاشتياق البدني النفسي فيها هو المؤثِّر الفعال في دفعه المستمر نحو التعاطي، وهكذا كلما حاوَل الإفلات من الآثار السلبية للمخدِّر فلا يتمكَّن لمعاناته من الأعراض الانسحابيَّة، وتَزداد قدرة الجسم على التحمُّل وتتفاقَم المشكلة، وبذلك يكون المُراهِق قد انزلق بالتدريج إلى دوامة عالم المُخدِّرات.
إذًا التجربة الأولى سواء في التدخين أو تعاطي المخدر هي البداية، ويَنبغي أن ننبه المراهقين إلى خطورة التجربة الأولى وأهمية الحرص على عدم الإقدام عليها، وتزداد مُشكلة تعاطي المراهق للمخدرات تفاقمًا عندما يَتعاطى المراهق داخل مجموعة من الأصدقاء، فذلك الانتماء الوجداني لجماعة إدمانية يُعزِّز لديه شعور العضوية في جماعة متوحِّدة المشاعر والعواطف، وعند تلك البدايات يدخل المراهق عالم السرية بكل أخطاره من خلال عالم المخدرات، وذلك أمر يتوافق مع طبيعة مرحلة المراهقة، وعند تعاطي المخدرات يزداد التسمُّم يومًا بعد يومٍ، ويُضطرُّ إلى زيادة الجرعة للوصول إلى نفس الأثر.
هنا تتغير مشاعره العاطفية تجاه والديه، وأفراد أسرته، ومجتمعه المدرسي تحت تأثير الخوف ومشاعر الذنب، ويُصبِح الإدمان مشكلة شخصية تتمثَّل في الاعتماد الجسمي وما يصاحبه من نتائج نفسية وسلوكية واجتماعية، وتظهر الحاجة إلى المال لشراء المخدر، وقد يُضطرُّ للسرقة من منزله أو من خارجه، وقد يتعرض للفصل من المدرسة لعدم التوافُق مع المجتمع المدرسي، وفي حالات كثيرة من المدمنين تمَّ فَصلُهم من المدرسة دون علم الأسرة لوقت طويل، وقد يتعرَّض لطائلة القانون، وبذلك يكون المراهق قد هبَط بالتدريج إلى قاعِ عالم المخدرات، ويحتاج إلى تدخل علاجي منظَّم، وبدون حصول المدمن على العلاج في برنامج علاجي بأحد مستشفيات علاج الإدمان يظل ومعه الأسرة في دوامة لا تنتهي من المشكلات المؤلمة.
هيكل البحث:
وأهمُّ ما يَهدف إليه هذا العمل هو:
1- معرفة الأبعاد التاريخية لظاهِرة تعاطي المخدرات.
2- التعرف على المقصود "بالمخدرات" وأنواعها، وكيفية تعاطي كل نوع من هذه الأنواع، وما يُسبِّبه من أضرار.
3- معرفة الأسباب الكامنة وراء انتشار واتِّساع ظاهرة تعاطي المخدرات.
4- التعرف على سمات الشخص المتعاطي للمخدرات، مما يساعد في الكشف المبكر لمتعاطي المخدرات، بهدف علاجه مُبكرًا.
5- معرفة أضرار المخدرات وآثار تعاطيها: الصحية والاجتماعية، والتربوية والسياسية، والاقتصادية، على الفرد والأسرة والمجتمع.
6- معرفة حكم الإسلام في تعاطي المخدرات وانتشارها.
7- تحديد دور كلٍّ من الأسرة والمدرسة والمسجد، ووسائل الإعلام المختلفة، في مواجَهة ظاهرة تعاطي المخدرات ووضع العلاج لها.
منهج البحث:
يَستخدِم البحث المنهج الوصفي التحليلي لدراسة البيانات والمعلومات المتعلِّقة بالظاهرة، في الوقت المعاصر، ومِن ثَمَّ وضع توصيات ومقترحات تساعد في مواجهة الظاهِرة، ووضع علاج حاسم لها.
مصطلحات البحث:
سيرد في هذا البحث مجموعة كبيرة من المصطلحات، سيتمُّ توضيح كل منها في مكانه من هذا البحث.
بِنية البحث:
يتكون البحث من مقدمة وتسعة فصول، وأما الفصول التسعة فهي على النحو التالي:
الفصل الأول: لمحة تاريخية عن المخدرات وتعاطيها، وفيها عرض موجز عن المخدرات؛ حيث يتضح أن واقع المخدرات الحالي يستند إلى أصول تاريخية، ولها من القدم قدم البشرية، كم يتَّضح أن الاكتشافات العلمية والضرورة الطبية كانتا وراء معظم حالات التطوُّر، التي تعرَّضت لها المخدرات، إلا أن ذلك لم يمنع استعمال المخدرات في أغراض أخرى كاللهو والتسلية، لكن تَبقى أضرار وأخطار الإدمان والتعوُّد النفسي، والهلوسة، والهذيان وفقدان العقل، والوفاة من أبرز ملازمات تَعاطي المخدرات ونتائجها الضارة.
الفصل الثاني: تناوَل الفصل الثاني من البحث المفاهيم والتعريفات الأساسية للمخدرات، وأشكالها، وكيفية تناولها، والأدوية النفسية وتعاطيها، وتعريف الإدمان أو الاعتماد، وتعريف بعض المصطلحات الطبية مثل المناعة النسبية، وظاهرة سحب العَقار، وظاهرة التداخُل والهلوسة، والمواد المحظورة، والعقاقير سوء استخدام العقاقير والمواد المنشِّطة، والمخدرات تمَّ تعريفها علميًّا وقانونيًّا واصطلاحًا وشرعًا. والإدمان تمَّ تعريفه وبيان أنواعه المختلفة وخصائصه ومراحله، ثم تناول البحث التقسيمات المختلفة للمخدرات، ثم تناول كل نوع بشيء من التفصيل.
الفصل الثالث: تناول هذا الفصل أسباب تعاطي المخدرات، وفيه الأسباب التي تعود إلى الفرد نفسِه والأسباب التي تعود للأسرة والأسباب التي تعود للمجتمع، وأخيرًا الأسباب الحضارية.
الفصل الرابع: وفي هذا الفصل تمَّ تناول مضار المخدرات والاضطرابات التي تُحدثها وآثارها السلبية المختلفة بما فيها الأضرار الجسمية، والأضرار الحسية والنفسية، والأضرار الاجتماعية على الفرد المتعاطي نفسه وعلى الأسرة وعلى الإنتاج، كما تناوَل الفصل تأثير المخدرات على السياسة وأثرها على الإجرام.
الفصل الخامس: وفيه تم إيضاح الطُّرق المُثلى في التعامُل مع المُدمِن واحتوائه ومساعدته خاصة من قبل أسرته بداية من كيفية التعرف على الشخص المدمن للمخدرات بوسائل الملاحظة وبالوسائل المعمليَّة، ثم تم التطرُّق سريعًا إلى دور المختبرات والتحاليل في الكشف عن المُخدرات ومعرفة المدمنين، ثم الحديث عن الخطوط العريضة لتصرُّف الأسرة حال تأكُّدها من تورُّط فرد من أفرادها في مشكلة الإدمان، أخيرًا، تم تناول تداعيات الإدمان على أسرة المريض بشيء من التفصيل.
الفصل السادس: تناولَ هذا الفصل كيفيَّة مواجَهة ظاهرة الإدمان بما في ذلك الطرُق الطبية للعلاج ومراحله الثلاث، ثم كيفية التعامُل مع المدمن بعد الخروج من المستشفى، ثم دور الأسرة والمجتمع فى مواجَهة ظاهِرة الإدمان وكيفية التعامل مع شخصية المدمن، ثم التركيز ثانية، وعلى العلاج الأسري والأساليب الجديدة للتعامل مع مُتعاطي المخدرات ودراسة مُستفيضة للبيئة الأُسرية المضطربة مع أهمِّ ما قالوه الأساتذة المُختصون في هذا المجال، ورأي الدين في الإدمان، وعلاج المدمنين، وأخيرًا ذكر لأهمِّ أسباب فشل علاج المدمنين.
الفصل السابع: تناوَل هذا الفصل الأساليب المختلفة للوقاية من الوقوع فريسة للإدمان وكيفية تحصين الأبناء ضدَّ المُخدرات، وكيف نساعد أبناءنا بعد علاج الإدمان ونوُقف الانتكاس إلى المخدرات، وكيفية رعاية الناقهين من الإدمان وبرامج التدخُّل الوقائية والطرق التي تَنتهجها الدول للحدِّ من المخدرات، ثم كيفية تعامل الزوجات مع أزواجهنَّ المدمنين وأخيرًا تم تناول أساليب التربية الصحية.
الفصل الثامن: وفيه استِعراض لبعض القصص والعبر وعددها سبعة عشر قصة والتي هي من واقع الحقيقة وذلك للتأسي والاعتبار، وهذه القصص مَنقولة مُعظمها من موقع مجمع الأمل للصحَّة النفسية بالرياض الذي نقلها عن جريدتي الجزيرة والرياض.
الفصل التاسع: وفيه مُقترحات وتوصيات وخاتمة، ويلي ذلك مصادر البحث ومراجِعُه والتي اعتمدت على مواقع كثيرة ومدوَّنات من الإنترنت، وأبرز الكتب والأبحاث والمجلات والجرائد التي تناولت هذا الموضوع، وهذه المصادر مرقَّمة بأرقام في البداية، يُستدلُّ بهذه الأرقام في فصول البحث المختلفة كمرجع لموضوع معيَّن أو لفقرة معيَّنة، وهذه الأرقام موضوعة في نهايات الفقرات أو نهايات رؤوس المواضيع المختلفة.
نتائج البحث:
إن المخدرات ما هي إلا لعنة كُبرى استشرت في تلافيف المجتمعات كافة، ولم يكن نصيب العرب منها بالقليل، خاصة إذا علمنا أن المجتمع العربي مُستهدَف للنَّيل من مبادئه وقيمه الراسخة، وخطورة المخدرات تَكمُن في أنها تُعطي للوهلة الأولى شعورًا بالنشوة والسعادة، ثم تبدأ في التغلغُل داخل أوردة وشرايين الدم، فتحدث فيها تسمُّمًا بطيئًا، ويَنتقِل تأثيرها السام ليصلَ إلى المخ، ويَنهار الجهاز العصبي المركزي أمام هجومها الخبيث، ويعجز جهاز المناعَة عن المقاوَمة.
لقد ناولت كثير من الكتب والمراجع تعريفات مختلفة عن الموادِّ المُخدرة سواء من الناحيه اللغوية أو الطبية أو القانونية، وكان هذا الاختلاف مُبرِّرًا لوجود الكثير من المواد المخدرة والنفسية والتي تَعاطاها ذوو النفوس الضعيفة إلى أن عرَّفتها لجنة المخدرات بالأمم المتحدة بأن المادة المخدرة هي كل مادة خام أو مُستحضرة منبِّهة أو مُسكِّنة أو مُهلوِسة - إذا استُخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجَّهة - تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضرُّ بالفرد نَفسيًّا وجسميًّا وكذا المجتمع.
لقد ثبَت مِن الأبحاث والدراسات العِلمية أن المخدرات تشلُّ إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتُحيله بها لأفتك الأمراض، تَدفعه في أخفِّ الحالات إلى ارتكاب الموبقات، وتبعًا لانتشار هذه المخدرات ازداد حجم التعاطي، حتى أصبح تعاطي المخدرات وإدمانها وترويجها مُصيبةً كُبرى ابتُليت بها مجتمعاتنا الإسلامية، وإن لم نتداركها ونقضِ عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتقويض بنيانه؛ لأنه لا أمل ولا رجاء ولا مستقبَل لشباب يُدمن هذه المخدرات، والخوف كل الخوف من مجتمع تُروَّج فيه المخدرات؛ ذلك لأن الأفراد الذين يتعاطون المخدرات يتطوَّر بهم الحال إلى الإدمان والمرض والجنون، ليعيشوا بقية عمرهم - إذا امتدَّ بهم العمر - في معزل عن الناس وعلى هامش الحياة لا دور لهم ولا أمل.
وبزيادة إقبال الشباب المُستهدَف على تعاطي المواد المخدِّرة للإيقاع بهم في شراك الإدمان، لم يعد الأمر مقتصرًا على مجرد حالات فردية يُمكن التعامل معها، من خلال المنظور الفردي، سواء بالعلاج الطبي أو الجنائي، بل تحول الأمر إلى ظاهرة اجتماعية، بل مأساة اجتماعية خطيرة، وهنا لا بدَّ أن نَنظُر إليها من مستوى اجتماعي وقومي، كما يَنبغي الحذر والتنبُّه للمُشكلة قبل وقوعها واتِّخاذ كل سبل الحيطة والحذر إيمانًا بأن الوقاية خير من العلاج.
إن الشباب بالذات تربة خصبة للمُعاناة والاضطرابات النفسية التي قد توقع بهم في مصائد المروِّجين للمُخدِّرات إذا لم يتمَّ التعامل معها بالشكل المطلوب، فغالبًا ما تبدأ مشكلة الإدمان تحت سنِّ الـ 18؛ وذلك لهشاشة الشباب في هذه الأعمار، وسهولة التأثير فيهم، ولأنهم يمرُّون بمراحل خطرة في حياتهم، ويحاولون جهدهم إثبات ذواتهم بأي طريقة كانت، كما أنهم يتميزون بحبِّهم للمُغامَرة، ولا يحسبون حسابًا للعواقب.
إن الإنسانية لو استخدمت 20 % من الأموال المتداولة بتجارة المخدرات الدولية لاختفَت الأمية من العالم، أما 40 % من تلك الأموال فهي كفيلة بمُكافحة الجوع نتيجة (التصحُّر) في كل أرجاء العالم، و60 % من تلك الأموال تقضي على الفقر في 27 دولة هي الأكثر فقرًا من بين دول العالم، لكن (كارتيلات) تصنيع المخدرات لم تكن أبدًا لتنظر إلى حقائق إنسانية، بل كانت تحرص على جني المزيد من الأرباح والأموال الملوَّثة بدماء ضحاياها في كل مكان، والمخدرات التخليقية جاءت وبكل أسف لتُمثِّل تحالف العلم مع العقول الشيطانية، بدلاً من تسخير قدرات العلماء لإنتاج أدوية أو أغذية تُفيد البشرية، جاءت تلك المخدرات لتضيف بعدًا أكثر مأساوية، ولتوقع بالمزيد من الضحايا بصورة قاسية للغاية.
التوصيات:
يجب أن نعلم أن جليس السوء هو بيت الداء في الوقوع في وحل الخمور والمخدرات وأن مروجي المخدرات يُقدِّمون الجرعة الأولى مجانًا لجذب ضحاياهم، وأن الصِّهيَونية العالمية تُخطِّط للإطاحة بالعالم عن طريق المخدرات.
وضع حلول مناسبة للمشكلات الاقتصادية للمجتمع؛ بحيث يتمُّ القضاء على الفراغ والبطالة، كما يجب تحديد الأشخاص المسموح لهم بتداول المواد المخدرة للأغراض الطبية، ووضع قواعد ضوابط وقواعد لها.
يجب تشكيل لجنة متخصصة من كافة الجهات الرسمية والشعبية (صحية، اجتماعية، اقتصادية، حقوقيين، مفكرين، مؤسَّسات شعبية من أندية وجمعيات مهنية ونسائية… إلخ)؛ وذلك للمشاركة في الكشف عن الأسباب الحقيقية للمشكلة، وفي وضع الحلول بشكل جماعي؛ بحيث تُتناول مختلف جوانب المُشكلة، مع توفير حرية البحث العلمي ووضع الدراسات العلمية التي تتناول المشكلة من جوانبها الاجتماعية والنفسية، وتوفير كافة التسهيلات والضمانات لنَجاح عمل اللجنة في القيام بمُهماتها، حتى يتم القضاء النهائي على المشكلة من المجتمع.
التركيز في وسائل الإعلام المختلفة على بيان أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو اقتصادية، كما يجب أن تتضمَّن المناهج التعليمية الآثار المترتبة على تعاطي المخدرات سواء على الفرد أو المجتمع حتى يَعرِف الجيل الجديد أخطارها، يجب علينا الاهتمام بالتعليم التربوي واتِّباع الأساليب التربوية العِلمية المتطوِّرة في المناهج التعليمية لبناء جيل المستقبل على قاعدة متينة من الوعي والتربية، وإدخال موضوع المخدرات والمؤثِّرات العقلية في برامج كليات الحقوق والشرطة.
يستلزم منا توعية أفراد المجتمع عبر أجهزة الإعلام المختلفة للدولة بالأضرار الجسيمة - الصحية، والاجتماعية والقومية - الناشئة عن تعاطي المخدرات على ضوء ما تُسفر عنه نتائج الدراسات والبحوث الاجتماعية والنفسية حول المشكلة، وإذا سلَّمنا بدور وسائل الإعلام في صياغة شخصية الفرد وتوجيهه، وتأثيرها على صياغة تفكيره بما تَملِك هذه المؤسَّسات الإعلامية من وسائل مطبوعة؛ مثل: الكتب والصحف والمجلات والنشرات والملصقات، أو بالوسائل السمعية والمرئية؛ كالإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والمهرجانات والمعارض، فلا بدَّ أن نُسلِّم بدور هذه الوسائل والمؤسَّسات في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات.
يجب القضاء على مُشكلة البطالة التي يُعاني منها المئات من الشباب بتوفير فرص مُتكافئة من العمل، والاعتماد على المواطن في البناء الاقتصادي بشكل رئيسي، والعمل على تضييق حدة الاعتماد على الخبرات الأجنبية بتوفير فُرص التعليم والتدريب المِهَني للعمالة المحلية لإحلالهم محلَّ العمالة الأجنبية، ووقف عملية جلب العمالة الأجنبية إلى المنطقة، وإغلاق مكاتب المتاجَرة بها.
العمل على توفير العلاج الصحي والاجتماعي للمُدمنين والمتعاطين الذين يتمُّ ضبطهم - على أنهم مرضى يجب علاجهم وليسوا مجرمين - وذلك بتوفير المصحَّات النفسية ومراكز التدريب المهني والتوعية، لكسبهم مهنًا توفِّر لهم شروط معيشتهم المادية ومعيشة أفراد أسرهم بعد فترة العلاج.
العمل على التوسُّع في إنشاء العيادات النفسية وتَزويدها بالاختصاصيين النفسانيين والاجتماعيين والعمل على تشجيع إقبال المرضى والمتعاطين للعلاج بها على أن تَبعُد هذه العيادات تمامًا عن الطابع الأمني، بحيث يطمئن المريض المتعاطي على أنه لن يكون مُراقَبًا من أجهزة الأمن في الدولة، يجب التأكيد على دور الأسرة في تهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لتربية الأبناء على أسس وأخلاقيات سليمة تَقيهم من شرِّ السقوط في تعاطي المخدرات وغيرها من أمراض اجتماعية أخرى.
يجب منع تسرُّب المواد المُخدِّرة إلى داخل البلاد العربية والإسلامية، والقضاء على تجارتها بمعاقبة المروِّجين والمُتاجِرين الحقيقيِّين لها دون التمييز والتستُّر على الكبار منهم، ومعاقبة الضحايا الصغار!
ينبغي القضاء على الكميات المُصادَرة والمضبوطة من المخدرات عن طريق حرقها وتلفها، ومنع استخدامها من جديد من قبل بعض رجال الأمن المتنفذين في جهاز الدولة لأغراض أخرى أكثر خطورة على المجتمع.
يجب العمل على ملء الفراغ القاتل الذي يُعاني منه قطاع الشباب؛ وذلك بإطلاق الحريات العامة في البلاد، ووضع البرامج الاجتماعية الثقافية الجديرة بتنمية وعي الشباب وفتح مداركهم، وتوفير كل فرص الإبداع لديهم من خلال النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية عبر المؤسَّسات والجمعيات والأندية الشعبية، والمسارح وغيرها.
ونظرًا لخطورة هذه الآفة على مستقبل البشرية، فيجب أن تتعدد المؤتمرات والندوات الدولية للبحث في هذه المشكلة، مع ضرورة المشاركة الدولية في القضاء على زراعة المخدرات، التي تحتلُّ مساحات شاسعة في بعض دول العالم، كما يجب أن تتكاتف الحكومات والشعوب لمُحارَبة ترويج المخدرات والقضاء على انتشارها، وبالتالي هدم نشاطات المافيا الدولية المروِّجة لها.
وأخيرًا وكمُحصلة نهائية لكلِّ نتائج الحلول السابقة يأتي دور القانون كجزء مكمِّل لها، رادع لمن لم تَنفع فيه تلك الحلول - آخذًا بعين الاعتبار نتائج الدراسات والبحوث العلمية لأسباب الظاهرة التي تَخرج بها اللجنة المختصة المقترحة بمكافحة المخدرات - وباعتبار أن المتَّهم يمكن أن يكون عضوًا بَناءً في المجتمع وليس عضوًا ميؤوسًا منه، وبالتالي يجب تشريع القوانين الرادعة ودعم أجهزة الأمن في تنفيذها.
وفي الختام نقول: إنه علينا تحصين أولادنا ضد آفة العصر، ولا يكون ذلك إلا بإعطائهم (اللقاحات الطبيعية الوقائية) الأكيدة المفعول، وما هذه اللقاحات سوى اتِّباع هذه التعليمات السابق ذكرها؛ من شغل أوقات الفراغ، واتِّباع أسلوب الإقناع والاقتناع، و(الإنزيم) الفعال في كبسولة لقاح (التحصين) هو الحرص الشديد على تنشئتهم - منذ نعومة أظفارهم - على أداء الصلوات في أوقاتها، وحفظ آيات القرآن الكريم.
يمكنك تحميل البحث من الملف المرفق بالاسفل .
بحث مختصر جاهز عن المخدرات..تقرير عن اسبوع المخدرات
المُخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تَنتشِر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يَسبِق له مثيل، حتى أصبحت خطرًا يُهدِّد هذه المجتمعات وتُنذِر بالانهيار.
ومن خلال هذه البحث نُساهم في جلاء هذا الأمر ووضعه في مكانه الصحيح؛ لأن وضع قضية الإدمان في حجمها الحقيقي، وتقدير حجم المخاطر والصِّعاب، يُحدِّد ماهية الأدوار المطلوبة لمُواجَهتِها، وكذلك الكيفية بالطرق المناسبة مع البيئة التي نعيش فيها بظروفها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولبيان الطُّرق المُثلى في التعامُل مع المُدمِن واحتوائه ومساعدته، وسُبل إيجاد مَحاضنَ أسرية آمنة لاستنقاذ المُدمِن وإعادة تأهيله، استلزم منا ذلك أن نُلقي الضوء بالتفصيل عن المخدرات وأنواعها، والإدمان، والأبعاد المتعدِّدة لظاهرة تعاطي المخدرات وآثارها، ووضع العلاج المناسب لها بما يناسب ظروف مجتمعنا المختلفة وغير ذلك من التفاصيل التي وردَت في فصول البحث المختلفة.
إن إدمان الكُحول والمُخدرات مرض بدني نَفسي اجتماعي، وتُشير الدراسات والبحوث في مجال الإدمان إلى أن التعرُّف على المواد الإدمانية وتعاطيها يبدأ في سنِّ المُراهقة.
ومِن المعروف أن سنَّ المُراهَقة هو مرحلة انتقال الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب والرجولة، ومن ثمَّ تحمُّل مسؤوليات الحياة.
والمُراهِق يميل بطبيعة مرحلة النموِّ التي يعيش فيها إلى حب الاستطلاع والتمركز حول الذات وحب المُغامَرة، ويَسعى وراء الملذات الحسية، والرغبة في اكتشاف الجديد والمُثير في الحياة، وتلك الحالة تجعل المُراهِق يعيش أحوالاً نفسية متناقضة تتراوَح بين التمسُّك بالأخلاقيات والقيم من جهة، والرغبة في ممارسات الخُبرات الجديدة تحت تأثير الأصدقاء والمثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى.
ولذا نجد المُراهِق يَسعى إلى ممارسة سلوكيات يَشعُر أنها تُعطيه توكيدًا لذاته الناشئة، وتبدو في ممارسة بعض السلوكيات السلبية؛ مثل قيادة السيارات بشكل خَطِر، وتدخين السجائر وتعاطي المُخدِّرات.
ونظرًا لأن مرحلة المُراهَقة تُتيح للمُراهِق اكتشاف الجوانب الجنسية في الحياة، فيَرتبط بأصدقاء وجماعات مختلفة يَجد نفسه فيها ويَبوح داخلها بأسراره الشخصية التي يَخجل من التعبير عنها في محيط الأسرة والمدرسة.
هنا يبدأ تأثير الأصدقاء، ولأن "الصاحب ساحب" كما هو معروف فقد يدفع الصاحب إذا كان سيئًا بصديقه إلى طريق الغواية والإغراءات، ويدعَم ذلك التوجُّه السلبي رغبة بعض المُراهقين في الشعور بالاستقلالية والتحرُّر من القيود الأسرية والتمرُّد على القيم، كما يَبدو على المراهق أحيانًا ملامح من وعدم الاستقرار والتوتر، والميل إلى الجدل والعِناد وسرعة الغضب والخجل، وتلك السمات في مجملها تدفع بعض المُراهِقين إلى التدخين وتَعاطي المواد المخدرة بدفع التجربة، وسواء تمَّ التعاطي تحت تأثير الأصدقاء أو بالتجربة الذاتية يكون المُراهِق قد عرض نفسه للتسمُّم المُبكِّر الناشئ عن تعاطي المواد المؤثرة في الحالة الذهنية.
وهو يَبدأ في التورُّط التدريجي شيئًا فشيئًا وكلما حاول التوقُّف فلا يُمكنه التعامل مع الآثار البدنية والنفسيَّة المصاحبة للتوقُّف، فتَنشأ لدَيه حالة من السلوك القَهري يكون الاشتياق البدني النفسي فيها هو المؤثِّر الفعال في دفعه المستمر نحو التعاطي، وهكذا كلما حاوَل الإفلات من الآثار السلبية للمخدِّر فلا يتمكَّن لمعاناته من الأعراض الانسحابيَّة، وتَزداد قدرة الجسم على التحمُّل وتتفاقَم المشكلة، وبذلك يكون المُراهِق قد انزلق بالتدريج إلى دوامة عالم المُخدِّرات.
إذًا التجربة الأولى سواء في التدخين أو تعاطي المخدر هي البداية، ويَنبغي أن ننبه المراهقين إلى خطورة التجربة الأولى وأهمية الحرص على عدم الإقدام عليها، وتزداد مُشكلة تعاطي المراهق للمخدرات تفاقمًا عندما يَتعاطى المراهق داخل مجموعة من الأصدقاء، فذلك الانتماء الوجداني لجماعة إدمانية يُعزِّز لديه شعور العضوية في جماعة متوحِّدة المشاعر والعواطف، وعند تلك البدايات يدخل المراهق عالم السرية بكل أخطاره من خلال عالم المخدرات، وذلك أمر يتوافق مع طبيعة مرحلة المراهقة، وعند تعاطي المخدرات يزداد التسمُّم يومًا بعد يومٍ، ويُضطرُّ إلى زيادة الجرعة للوصول إلى نفس الأثر.
هنا تتغير مشاعره العاطفية تجاه والديه، وأفراد أسرته، ومجتمعه المدرسي تحت تأثير الخوف ومشاعر الذنب، ويُصبِح الإدمان مشكلة شخصية تتمثَّل في الاعتماد الجسمي وما يصاحبه من نتائج نفسية وسلوكية واجتماعية، وتظهر الحاجة إلى المال لشراء المخدر، وقد يُضطرُّ للسرقة من منزله أو من خارجه، وقد يتعرض للفصل من المدرسة لعدم التوافُق مع المجتمع المدرسي، وفي حالات كثيرة من المدمنين تمَّ فَصلُهم من المدرسة دون علم الأسرة لوقت طويل، وقد يتعرَّض لطائلة القانون، وبذلك يكون المراهق قد هبَط بالتدريج إلى قاعِ عالم المخدرات، ويحتاج إلى تدخل علاجي منظَّم، وبدون حصول المدمن على العلاج في برنامج علاجي بأحد مستشفيات علاج الإدمان يظل ومعه الأسرة في دوامة لا تنتهي من المشكلات المؤلمة.
هيكل البحث:
وأهمُّ ما يَهدف إليه هذا العمل هو:
1- معرفة الأبعاد التاريخية لظاهِرة تعاطي المخدرات.
2- التعرف على المقصود "بالمخدرات" وأنواعها، وكيفية تعاطي كل نوع من هذه الأنواع، وما يُسبِّبه من أضرار.
3- معرفة الأسباب الكامنة وراء انتشار واتِّساع ظاهرة تعاطي المخدرات.
4- التعرف على سمات الشخص المتعاطي للمخدرات، مما يساعد في الكشف المبكر لمتعاطي المخدرات، بهدف علاجه مُبكرًا.
5- معرفة أضرار المخدرات وآثار تعاطيها: الصحية والاجتماعية، والتربوية والسياسية، والاقتصادية، على الفرد والأسرة والمجتمع.
6- معرفة حكم الإسلام في تعاطي المخدرات وانتشارها.
7- تحديد دور كلٍّ من الأسرة والمدرسة والمسجد، ووسائل الإعلام المختلفة، في مواجَهة ظاهرة تعاطي المخدرات ووضع العلاج لها.
منهج البحث:
يَستخدِم البحث المنهج الوصفي التحليلي لدراسة البيانات والمعلومات المتعلِّقة بالظاهرة، في الوقت المعاصر، ومِن ثَمَّ وضع توصيات ومقترحات تساعد في مواجهة الظاهِرة، ووضع علاج حاسم لها.
مصطلحات البحث:
سيرد في هذا البحث مجموعة كبيرة من المصطلحات، سيتمُّ توضيح كل منها في مكانه من هذا البحث.
بِنية البحث:
يتكون البحث من مقدمة وتسعة فصول، وأما الفصول التسعة فهي على النحو التالي:
الفصل الأول: لمحة تاريخية عن المخدرات وتعاطيها، وفيها عرض موجز عن المخدرات؛ حيث يتضح أن واقع المخدرات الحالي يستند إلى أصول تاريخية، ولها من القدم قدم البشرية، كم يتَّضح أن الاكتشافات العلمية والضرورة الطبية كانتا وراء معظم حالات التطوُّر، التي تعرَّضت لها المخدرات، إلا أن ذلك لم يمنع استعمال المخدرات في أغراض أخرى كاللهو والتسلية، لكن تَبقى أضرار وأخطار الإدمان والتعوُّد النفسي، والهلوسة، والهذيان وفقدان العقل، والوفاة من أبرز ملازمات تَعاطي المخدرات ونتائجها الضارة.
الفصل الثاني: تناوَل الفصل الثاني من البحث المفاهيم والتعريفات الأساسية للمخدرات، وأشكالها، وكيفية تناولها، والأدوية النفسية وتعاطيها، وتعريف الإدمان أو الاعتماد، وتعريف بعض المصطلحات الطبية مثل المناعة النسبية، وظاهرة سحب العَقار، وظاهرة التداخُل والهلوسة، والمواد المحظورة، والعقاقير سوء استخدام العقاقير والمواد المنشِّطة، والمخدرات تمَّ تعريفها علميًّا وقانونيًّا واصطلاحًا وشرعًا. والإدمان تمَّ تعريفه وبيان أنواعه المختلفة وخصائصه ومراحله، ثم تناول البحث التقسيمات المختلفة للمخدرات، ثم تناول كل نوع بشيء من التفصيل.
الفصل الثالث: تناول هذا الفصل أسباب تعاطي المخدرات، وفيه الأسباب التي تعود إلى الفرد نفسِه والأسباب التي تعود للأسرة والأسباب التي تعود للمجتمع، وأخيرًا الأسباب الحضارية.
الفصل الرابع: وفي هذا الفصل تمَّ تناول مضار المخدرات والاضطرابات التي تُحدثها وآثارها السلبية المختلفة بما فيها الأضرار الجسمية، والأضرار الحسية والنفسية، والأضرار الاجتماعية على الفرد المتعاطي نفسه وعلى الأسرة وعلى الإنتاج، كما تناوَل الفصل تأثير المخدرات على السياسة وأثرها على الإجرام.
الفصل الخامس: وفيه تم إيضاح الطُّرق المُثلى في التعامُل مع المُدمِن واحتوائه ومساعدته خاصة من قبل أسرته بداية من كيفية التعرف على الشخص المدمن للمخدرات بوسائل الملاحظة وبالوسائل المعمليَّة، ثم تم التطرُّق سريعًا إلى دور المختبرات والتحاليل في الكشف عن المُخدرات ومعرفة المدمنين، ثم الحديث عن الخطوط العريضة لتصرُّف الأسرة حال تأكُّدها من تورُّط فرد من أفرادها في مشكلة الإدمان، أخيرًا، تم تناول تداعيات الإدمان على أسرة المريض بشيء من التفصيل.
الفصل السادس: تناولَ هذا الفصل كيفيَّة مواجَهة ظاهرة الإدمان بما في ذلك الطرُق الطبية للعلاج ومراحله الثلاث، ثم كيفية التعامُل مع المدمن بعد الخروج من المستشفى، ثم دور الأسرة والمجتمع فى مواجَهة ظاهِرة الإدمان وكيفية التعامل مع شخصية المدمن، ثم التركيز ثانية، وعلى العلاج الأسري والأساليب الجديدة للتعامل مع مُتعاطي المخدرات ودراسة مُستفيضة للبيئة الأُسرية المضطربة مع أهمِّ ما قالوه الأساتذة المُختصون في هذا المجال، ورأي الدين في الإدمان، وعلاج المدمنين، وأخيرًا ذكر لأهمِّ أسباب فشل علاج المدمنين.
الفصل السابع: تناوَل هذا الفصل الأساليب المختلفة للوقاية من الوقوع فريسة للإدمان وكيفية تحصين الأبناء ضدَّ المُخدرات، وكيف نساعد أبناءنا بعد علاج الإدمان ونوُقف الانتكاس إلى المخدرات، وكيفية رعاية الناقهين من الإدمان وبرامج التدخُّل الوقائية والطرق التي تَنتهجها الدول للحدِّ من المخدرات، ثم كيفية تعامل الزوجات مع أزواجهنَّ المدمنين وأخيرًا تم تناول أساليب التربية الصحية.
الفصل الثامن: وفيه استِعراض لبعض القصص والعبر وعددها سبعة عشر قصة والتي هي من واقع الحقيقة وذلك للتأسي والاعتبار، وهذه القصص مَنقولة مُعظمها من موقع مجمع الأمل للصحَّة النفسية بالرياض الذي نقلها عن جريدتي الجزيرة والرياض.
الفصل التاسع: وفيه مُقترحات وتوصيات وخاتمة، ويلي ذلك مصادر البحث ومراجِعُه والتي اعتمدت على مواقع كثيرة ومدوَّنات من الإنترنت، وأبرز الكتب والأبحاث والمجلات والجرائد التي تناولت هذا الموضوع، وهذه المصادر مرقَّمة بأرقام في البداية، يُستدلُّ بهذه الأرقام في فصول البحث المختلفة كمرجع لموضوع معيَّن أو لفقرة معيَّنة، وهذه الأرقام موضوعة في نهايات الفقرات أو نهايات رؤوس المواضيع المختلفة.
نتائج البحث:
إن المخدرات ما هي إلا لعنة كُبرى استشرت في تلافيف المجتمعات كافة، ولم يكن نصيب العرب منها بالقليل، خاصة إذا علمنا أن المجتمع العربي مُستهدَف للنَّيل من مبادئه وقيمه الراسخة، وخطورة المخدرات تَكمُن في أنها تُعطي للوهلة الأولى شعورًا بالنشوة والسعادة، ثم تبدأ في التغلغُل داخل أوردة وشرايين الدم، فتحدث فيها تسمُّمًا بطيئًا، ويَنتقِل تأثيرها السام ليصلَ إلى المخ، ويَنهار الجهاز العصبي المركزي أمام هجومها الخبيث، ويعجز جهاز المناعَة عن المقاوَمة.
لقد ناولت كثير من الكتب والمراجع تعريفات مختلفة عن الموادِّ المُخدرة سواء من الناحيه اللغوية أو الطبية أو القانونية، وكان هذا الاختلاف مُبرِّرًا لوجود الكثير من المواد المخدرة والنفسية والتي تَعاطاها ذوو النفوس الضعيفة إلى أن عرَّفتها لجنة المخدرات بالأمم المتحدة بأن المادة المخدرة هي كل مادة خام أو مُستحضرة منبِّهة أو مُسكِّنة أو مُهلوِسة - إذا استُخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجَّهة - تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضرُّ بالفرد نَفسيًّا وجسميًّا وكذا المجتمع.
لقد ثبَت مِن الأبحاث والدراسات العِلمية أن المخدرات تشلُّ إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتُحيله بها لأفتك الأمراض، تَدفعه في أخفِّ الحالات إلى ارتكاب الموبقات، وتبعًا لانتشار هذه المخدرات ازداد حجم التعاطي، حتى أصبح تعاطي المخدرات وإدمانها وترويجها مُصيبةً كُبرى ابتُليت بها مجتمعاتنا الإسلامية، وإن لم نتداركها ونقضِ عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتقويض بنيانه؛ لأنه لا أمل ولا رجاء ولا مستقبَل لشباب يُدمن هذه المخدرات، والخوف كل الخوف من مجتمع تُروَّج فيه المخدرات؛ ذلك لأن الأفراد الذين يتعاطون المخدرات يتطوَّر بهم الحال إلى الإدمان والمرض والجنون، ليعيشوا بقية عمرهم - إذا امتدَّ بهم العمر - في معزل عن الناس وعلى هامش الحياة لا دور لهم ولا أمل.
وبزيادة إقبال الشباب المُستهدَف على تعاطي المواد المخدِّرة للإيقاع بهم في شراك الإدمان، لم يعد الأمر مقتصرًا على مجرد حالات فردية يُمكن التعامل معها، من خلال المنظور الفردي، سواء بالعلاج الطبي أو الجنائي، بل تحول الأمر إلى ظاهرة اجتماعية، بل مأساة اجتماعية خطيرة، وهنا لا بدَّ أن نَنظُر إليها من مستوى اجتماعي وقومي، كما يَنبغي الحذر والتنبُّه للمُشكلة قبل وقوعها واتِّخاذ كل سبل الحيطة والحذر إيمانًا بأن الوقاية خير من العلاج.
إن الشباب بالذات تربة خصبة للمُعاناة والاضطرابات النفسية التي قد توقع بهم في مصائد المروِّجين للمُخدِّرات إذا لم يتمَّ التعامل معها بالشكل المطلوب، فغالبًا ما تبدأ مشكلة الإدمان تحت سنِّ الـ 18؛ وذلك لهشاشة الشباب في هذه الأعمار، وسهولة التأثير فيهم، ولأنهم يمرُّون بمراحل خطرة في حياتهم، ويحاولون جهدهم إثبات ذواتهم بأي طريقة كانت، كما أنهم يتميزون بحبِّهم للمُغامَرة، ولا يحسبون حسابًا للعواقب.
إن الإنسانية لو استخدمت 20 % من الأموال المتداولة بتجارة المخدرات الدولية لاختفَت الأمية من العالم، أما 40 % من تلك الأموال فهي كفيلة بمُكافحة الجوع نتيجة (التصحُّر) في كل أرجاء العالم، و60 % من تلك الأموال تقضي على الفقر في 27 دولة هي الأكثر فقرًا من بين دول العالم، لكن (كارتيلات) تصنيع المخدرات لم تكن أبدًا لتنظر إلى حقائق إنسانية، بل كانت تحرص على جني المزيد من الأرباح والأموال الملوَّثة بدماء ضحاياها في كل مكان، والمخدرات التخليقية جاءت وبكل أسف لتُمثِّل تحالف العلم مع العقول الشيطانية، بدلاً من تسخير قدرات العلماء لإنتاج أدوية أو أغذية تُفيد البشرية، جاءت تلك المخدرات لتضيف بعدًا أكثر مأساوية، ولتوقع بالمزيد من الضحايا بصورة قاسية للغاية.
التوصيات:
يجب أن نعلم أن جليس السوء هو بيت الداء في الوقوع في وحل الخمور والمخدرات وأن مروجي المخدرات يُقدِّمون الجرعة الأولى مجانًا لجذب ضحاياهم، وأن الصِّهيَونية العالمية تُخطِّط للإطاحة بالعالم عن طريق المخدرات.
وضع حلول مناسبة للمشكلات الاقتصادية للمجتمع؛ بحيث يتمُّ القضاء على الفراغ والبطالة، كما يجب تحديد الأشخاص المسموح لهم بتداول المواد المخدرة للأغراض الطبية، ووضع قواعد ضوابط وقواعد لها.
يجب تشكيل لجنة متخصصة من كافة الجهات الرسمية والشعبية (صحية، اجتماعية، اقتصادية، حقوقيين، مفكرين، مؤسَّسات شعبية من أندية وجمعيات مهنية ونسائية… إلخ)؛ وذلك للمشاركة في الكشف عن الأسباب الحقيقية للمشكلة، وفي وضع الحلول بشكل جماعي؛ بحيث تُتناول مختلف جوانب المُشكلة، مع توفير حرية البحث العلمي ووضع الدراسات العلمية التي تتناول المشكلة من جوانبها الاجتماعية والنفسية، وتوفير كافة التسهيلات والضمانات لنَجاح عمل اللجنة في القيام بمُهماتها، حتى يتم القضاء النهائي على المشكلة من المجتمع.
التركيز في وسائل الإعلام المختلفة على بيان أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو اقتصادية، كما يجب أن تتضمَّن المناهج التعليمية الآثار المترتبة على تعاطي المخدرات سواء على الفرد أو المجتمع حتى يَعرِف الجيل الجديد أخطارها، يجب علينا الاهتمام بالتعليم التربوي واتِّباع الأساليب التربوية العِلمية المتطوِّرة في المناهج التعليمية لبناء جيل المستقبل على قاعدة متينة من الوعي والتربية، وإدخال موضوع المخدرات والمؤثِّرات العقلية في برامج كليات الحقوق والشرطة.
يستلزم منا توعية أفراد المجتمع عبر أجهزة الإعلام المختلفة للدولة بالأضرار الجسيمة - الصحية، والاجتماعية والقومية - الناشئة عن تعاطي المخدرات على ضوء ما تُسفر عنه نتائج الدراسات والبحوث الاجتماعية والنفسية حول المشكلة، وإذا سلَّمنا بدور وسائل الإعلام في صياغة شخصية الفرد وتوجيهه، وتأثيرها على صياغة تفكيره بما تَملِك هذه المؤسَّسات الإعلامية من وسائل مطبوعة؛ مثل: الكتب والصحف والمجلات والنشرات والملصقات، أو بالوسائل السمعية والمرئية؛ كالإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والمهرجانات والمعارض، فلا بدَّ أن نُسلِّم بدور هذه الوسائل والمؤسَّسات في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات.
يجب القضاء على مُشكلة البطالة التي يُعاني منها المئات من الشباب بتوفير فرص مُتكافئة من العمل، والاعتماد على المواطن في البناء الاقتصادي بشكل رئيسي، والعمل على تضييق حدة الاعتماد على الخبرات الأجنبية بتوفير فُرص التعليم والتدريب المِهَني للعمالة المحلية لإحلالهم محلَّ العمالة الأجنبية، ووقف عملية جلب العمالة الأجنبية إلى المنطقة، وإغلاق مكاتب المتاجَرة بها.
العمل على توفير العلاج الصحي والاجتماعي للمُدمنين والمتعاطين الذين يتمُّ ضبطهم - على أنهم مرضى يجب علاجهم وليسوا مجرمين - وذلك بتوفير المصحَّات النفسية ومراكز التدريب المهني والتوعية، لكسبهم مهنًا توفِّر لهم شروط معيشتهم المادية ومعيشة أفراد أسرهم بعد فترة العلاج.
العمل على التوسُّع في إنشاء العيادات النفسية وتَزويدها بالاختصاصيين النفسانيين والاجتماعيين والعمل على تشجيع إقبال المرضى والمتعاطين للعلاج بها على أن تَبعُد هذه العيادات تمامًا عن الطابع الأمني، بحيث يطمئن المريض المتعاطي على أنه لن يكون مُراقَبًا من أجهزة الأمن في الدولة، يجب التأكيد على دور الأسرة في تهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لتربية الأبناء على أسس وأخلاقيات سليمة تَقيهم من شرِّ السقوط في تعاطي المخدرات وغيرها من أمراض اجتماعية أخرى.
يجب منع تسرُّب المواد المُخدِّرة إلى داخل البلاد العربية والإسلامية، والقضاء على تجارتها بمعاقبة المروِّجين والمُتاجِرين الحقيقيِّين لها دون التمييز والتستُّر على الكبار منهم، ومعاقبة الضحايا الصغار!
ينبغي القضاء على الكميات المُصادَرة والمضبوطة من المخدرات عن طريق حرقها وتلفها، ومنع استخدامها من جديد من قبل بعض رجال الأمن المتنفذين في جهاز الدولة لأغراض أخرى أكثر خطورة على المجتمع.
يجب العمل على ملء الفراغ القاتل الذي يُعاني منه قطاع الشباب؛ وذلك بإطلاق الحريات العامة في البلاد، ووضع البرامج الاجتماعية الثقافية الجديرة بتنمية وعي الشباب وفتح مداركهم، وتوفير كل فرص الإبداع لديهم من خلال النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية عبر المؤسَّسات والجمعيات والأندية الشعبية، والمسارح وغيرها.
ونظرًا لخطورة هذه الآفة على مستقبل البشرية، فيجب أن تتعدد المؤتمرات والندوات الدولية للبحث في هذه المشكلة، مع ضرورة المشاركة الدولية في القضاء على زراعة المخدرات، التي تحتلُّ مساحات شاسعة في بعض دول العالم، كما يجب أن تتكاتف الحكومات والشعوب لمُحارَبة ترويج المخدرات والقضاء على انتشارها، وبالتالي هدم نشاطات المافيا الدولية المروِّجة لها.
وأخيرًا وكمُحصلة نهائية لكلِّ نتائج الحلول السابقة يأتي دور القانون كجزء مكمِّل لها، رادع لمن لم تَنفع فيه تلك الحلول - آخذًا بعين الاعتبار نتائج الدراسات والبحوث العلمية لأسباب الظاهرة التي تَخرج بها اللجنة المختصة المقترحة بمكافحة المخدرات - وباعتبار أن المتَّهم يمكن أن يكون عضوًا بَناءً في المجتمع وليس عضوًا ميؤوسًا منه، وبالتالي يجب تشريع القوانين الرادعة ودعم أجهزة الأمن في تنفيذها.
وفي الختام نقول: إنه علينا تحصين أولادنا ضد آفة العصر، ولا يكون ذلك إلا بإعطائهم (اللقاحات الطبيعية الوقائية) الأكيدة المفعول، وما هذه اللقاحات سوى اتِّباع هذه التعليمات السابق ذكرها؛ من شغل أوقات الفراغ، واتِّباع أسلوب الإقناع والاقتناع، و(الإنزيم) الفعال في كبسولة لقاح (التحصين) هو الحرص الشديد على تنشئتهم - منذ نعومة أظفارهم - على أداء الصلوات في أوقاتها، وحفظ آيات القرآن الكريم.
يمكنك تحميل البحث من الملف المرفق بالاسفل .