جودي احمد
02-20-2018, 10:02 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/2190kalimat1.com.png
ما هي ايام الحسوم
ايام الحسوم تسمى هكذا في بلاد الشام وتسمى ايضا ايام الحسومات، ويقال إنها الأيام التي أهلك فيها عاد، "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية"، وي
وقت ايام الحسوم : متى تبدأ ايام الحسوم؟
تبدا من اليوم العاشر الى اليوم العشرين من شهر اذار .
ويقال أيضاً بأنها تسمى كذلك لأنها محسومة وملغاة من الروزنامة الزراعية، ويمتنع المزارعون في هذه الأيام عن كثير من الأعمال الزراعية وبخاصة تقليم الأشجار، ويؤجل الناس كثيرا من الأعمال الحياتية واليومية، وينقلون قصصا كثيرة عن الأمراض والتلوث والهلاك الذي يمكن أن يحدث للزرع والناس والمواشي، وكان الناس يميلون إلى الاعتكاف في هذه الفترة في بيوتهم، وكان العرب يرونها أيام نحس يتشاءمون منها، ويقال في الأمثال الشعبية: "ما حلال بيدوم إلا بعد الحسوم" وإذا نويت بالحسوم نعمتك ما بتدوم" "استنى حتى ييجي عمك نيسان وصل على النبي العدنان" وبالطبع فليس هناك ما يثبت/ ينفي هذه الفكرة علميا، ولكنه تراث ربما بدأ يتغير مع تغير الحياة نفسها، ولعلها تجربة متحصلة من الخبرة بالطقس وتحولاته، ومن المعلوم أنه في هذه الفترة يتداخل الشتاء بالربيع، وتكون انتقالية قلقة تسبق الاعتدال الربيعي، وتبدأ براعم الأشجار بالتشكل، وتنتشر الحشرات، وتنشط الطيور، وتدب الحياة في الكائنات ذوات الدم البارد التي تدخل في سبات شتوي طويل يشبه الموت والبعث من جديد، ويتعرض الإنسان للإصابة بالأمراض والحساسية، ومن المعلوم أن التراث الشعبي مستمد في جزء كبير منه من العلاقة بالطقس والطبيعة والبيئة وأسلوب الحياة.
ويبدأ بعد ذلك الربيع، وما يزال ثمة علاقة بين عيد الفصح/ عشتار (إيستر) كما يسمى في الغرب وبين الربيع، وترى كثير من شعوب المنطقة حتى اليوم الأيام التي تبدأ بالاعتدال الربيعي أيام احتفالات وأفراح، النيروز لدى الفرس والترك والكرد، وفي الصين والهند وآسيا، وشم النسيم في مصر، وحتى عيد العمال العمالي في أول أيار مرتبط بأفكار وأساليب قديمة في حياة الناس وبمواسم العمل والإنتاج، وكانت عطلة الربيع جزءا من هذه الاحتفالات، وهي في الغرب ما تزال قائمة، وينظر إليها على أنها للشكر والاحتفال بالحياة، وهي على أية حال فلسفة تقوم على الانسجام مع الطبيعة والكون، واحترام أسرارها، ومحاولة فهمها.
يشبه الربيع نشأة الحياة والولادة والبعث والخلاص أيضا، فبعد البيات الشتوي وتوقف الحياة تعود الحياة من جديد، فهو على نحو ما دعوة إلى الحياة وتجديدها، أو مراجعة لما مضى والعمل على الإصلاح، وتمنح رموز الحياة التي تنطلق مثل السنونو وزهر الليلك واللوز التي تسبق الكائنات في الاحتفاء بالحياة، وقد يكون فرصة نادرة لا تتكرر لالتقاط طاقة الحياة المنبعثة، وكانت النساء تجمع النسغ المتشكل على الأشجار لاستخدامه في غسيل الشعر والجسم أملا بالجمال واستمرار الشباب وتجديده.
ايام الحسوم في القران :
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)
والتسخير : الغصْب على عمل واستعير لتكوين الريح الصرصر تكويناً متجاوزاً المتعارف في قوة جنسها فكأنها مكرهة عليه .
وعلق به عليهم } لأنه ضمن معنى أرسلها .
و ( حسوم ) يجوز أن يكون جمع حاسم مثل قُعود جمع قاعد ، وشهود جمع شاهد ، غُلِّب فيه الأيام على الليالي لأنها أكثر عدداً إذ هي ثمانية أيام وهذا له معان :
أحدها أن يكون المعنى : يتابع بعضها بعضاً ، أي لا فصل بينها كما يقال : صيام شهرين متتابعين ، وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي :
ففرَّق بينَ بينِهمُ زمانٌ ... تتابع فيه أعوام حُسُومٌ
قيل : والحسوم مشتق من حسْم الداءِ بالمكواة إذ يكوى ويُتابع الكي أيّاماً ، فيكون إطلاقه استعارة ، ولعلها من مبتكرات القرآن ، وبيت عبد العزيز الكلابي من الشعر الإِسلامي فهو متابع لاستعمال القرآن .
المعنى الثاني : أن يكون من الحَسم وهو القطع ، أي حاسمة مستأصلة . ومنه سمي السيف حُساماً لأنه يقطع ، أي حَسَمَتْهم فلم تُبققِ منهم أحداً ، وعلى هذين المعنيين فهو صفة ل { سبع ليال وثمانية أيّام } أو حال منها .
المعنى الثالث : أن يكون حسوم مصدراً كالشُكور والدخُول فينتصب على المفعول لأجله وعاملُه { سَخَّرها ، } أي سخرها عليهم لاستئصالهم وقطع دابرهم .
وكل هذه المعاني صالح لأن يذكر مع هذه الأيام ، فإيثار هذا اللفظ من تمام بلاغة القرآن وإعجازه .
وقد سمّى أصحاب المِيقات من المسلمين أياماً ثمانية منصَّفة بين أواخر فبراير وأوائل مارس معروفة في عادة نظام الجو بأن تشتد فيها الرياح غالباً ، أيامَ الحُسوم على وجه التشبيه ، وزعموا أنها تقابل أمثالها من العام الذي أصيبت فيه عاد بالرياح ، وهو من الأوهام ، ومن ذا الذي رصد تلك الأيام .
ومن أهل اللغة من زعم أن أيام الحسوم هي الأيام التي يقال لها : أيامُ العَجُوز أو العَجُز ، وهي آخر فصل الشتاء ويُعدها العرب خمسة أو سبعة لها أسماء معروفة مجموعة في أبيات تذكر في كتب اللغة ، وشتان بينها وبين حُسوم عاد في العِدة والمُدة .
وفرع على { سخرها عليهم } أنهم صاروا صَرعى كلهم يراهم الرائي لو كان حاضراً تلك الحالة .
والخطاب في قوله : { فترى } خطاب لغير معين ، أي فيرى الرائي لو كان راءٍ ، وهذا أسلوب في حكاية الأمور العظيمة الغائبة تستحضر فيه تلك الحالة كأنها حاضرة ويُتخيل في المقام سامع حاضر شاهد مُهْلَكهم أو شَاهَدَهم بعدَه ، وكلا المشاهدتين منتف في هذه الآية ، فيعتبر خطاباً فرضياً فليس هو بالتفات ولا هو من خطاب غير المعين ، وقريب منه قوله تعالى :
{ وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل } [ الشورى : 45 ] ، وقوله : { وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيماً وملكاً كبيراً } [ الإنسان : 20 ] ، وعلى دقة هذا الاستعمال أهمل المفسرون التعرض له عدا كلمة للبيضاوي .
والتعريف في { القومَ } للعهد الذِّكري ، والقوم : القبيلة وهذا تصوير لهلاك جميع القبيلة .
وضمير { فيها } عائد إلى الليالي والأيام .
و { صرعى } : جمع صريع وهو الملقى على الأرض ميتاً .
وشُبهوا بأعجاز نخل ، أي أصول النخل ، وعجز النخلة : هو الساق التي تتصل بالأرض من النخلة وهو أغلظ النخلة وأشدها .
ووجه التشبيه بها أن الذين يقطعون النخل إذا قطعوه للانتفاع بأعواده في إقامة البيوت للسُقُف والعضادات انتقوا منه أصوله لأنها أغلظ وأملأ وتركوها على الأرض حتى تيبس وتزول رطوبتها ثم يجعلوها عَمَداً وأساطين .
والنخل : اسمُ جمععِ نخلة .
والخاوي : الخالي مما كان مالئاً له وحالاً فيه .
وقوله : { خاويةٍ } مجرور باتفاق القراء ، فتعين أن يكون صفة { نخل .
ووصفُ نخل } بأنها { خاوية } باعتبار إطلاق اسم «النخل» على مكانه بتأويل الجنة أو الحديقة ، ففيه استخدام . والمعنى : خالية من الناس ، وهذا الوصف لتشويه المشبه به بتشويه مكانه ، ولا أثر له في المشابهة وأحسنه ما كان فيه مناسبة للغرض من التشبيه كما في الآية ، فإن لهذا الوصف وقعاً في التنفير من حالتهم ليناسب الموعظة والتحذير من الوقوع في مثل أسبابها ، ومنه قول كعب بن زهير :
لَذاكَ أهْيَبُ عندي إذْ أُكلمه ... وقيلَ إنَّك مَنسُوبٌ ومَسْؤول
مِن خادرٍ من لُيُوثثِ الأسْدِ مسكَنه ... من بَطْن عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غِيل
الأبيات الأربعة ، وقول عنترة :
فتركتُه جَزَر السباععِ يَنُشْنَه ... يَقضِمْنَ حُسنَ بنانِه والمعصم .
ما هي ايام الحسوم
ايام الحسوم تسمى هكذا في بلاد الشام وتسمى ايضا ايام الحسومات، ويقال إنها الأيام التي أهلك فيها عاد، "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية"، وي
وقت ايام الحسوم : متى تبدأ ايام الحسوم؟
تبدا من اليوم العاشر الى اليوم العشرين من شهر اذار .
ويقال أيضاً بأنها تسمى كذلك لأنها محسومة وملغاة من الروزنامة الزراعية، ويمتنع المزارعون في هذه الأيام عن كثير من الأعمال الزراعية وبخاصة تقليم الأشجار، ويؤجل الناس كثيرا من الأعمال الحياتية واليومية، وينقلون قصصا كثيرة عن الأمراض والتلوث والهلاك الذي يمكن أن يحدث للزرع والناس والمواشي، وكان الناس يميلون إلى الاعتكاف في هذه الفترة في بيوتهم، وكان العرب يرونها أيام نحس يتشاءمون منها، ويقال في الأمثال الشعبية: "ما حلال بيدوم إلا بعد الحسوم" وإذا نويت بالحسوم نعمتك ما بتدوم" "استنى حتى ييجي عمك نيسان وصل على النبي العدنان" وبالطبع فليس هناك ما يثبت/ ينفي هذه الفكرة علميا، ولكنه تراث ربما بدأ يتغير مع تغير الحياة نفسها، ولعلها تجربة متحصلة من الخبرة بالطقس وتحولاته، ومن المعلوم أنه في هذه الفترة يتداخل الشتاء بالربيع، وتكون انتقالية قلقة تسبق الاعتدال الربيعي، وتبدأ براعم الأشجار بالتشكل، وتنتشر الحشرات، وتنشط الطيور، وتدب الحياة في الكائنات ذوات الدم البارد التي تدخل في سبات شتوي طويل يشبه الموت والبعث من جديد، ويتعرض الإنسان للإصابة بالأمراض والحساسية، ومن المعلوم أن التراث الشعبي مستمد في جزء كبير منه من العلاقة بالطقس والطبيعة والبيئة وأسلوب الحياة.
ويبدأ بعد ذلك الربيع، وما يزال ثمة علاقة بين عيد الفصح/ عشتار (إيستر) كما يسمى في الغرب وبين الربيع، وترى كثير من شعوب المنطقة حتى اليوم الأيام التي تبدأ بالاعتدال الربيعي أيام احتفالات وأفراح، النيروز لدى الفرس والترك والكرد، وفي الصين والهند وآسيا، وشم النسيم في مصر، وحتى عيد العمال العمالي في أول أيار مرتبط بأفكار وأساليب قديمة في حياة الناس وبمواسم العمل والإنتاج، وكانت عطلة الربيع جزءا من هذه الاحتفالات، وهي في الغرب ما تزال قائمة، وينظر إليها على أنها للشكر والاحتفال بالحياة، وهي على أية حال فلسفة تقوم على الانسجام مع الطبيعة والكون، واحترام أسرارها، ومحاولة فهمها.
يشبه الربيع نشأة الحياة والولادة والبعث والخلاص أيضا، فبعد البيات الشتوي وتوقف الحياة تعود الحياة من جديد، فهو على نحو ما دعوة إلى الحياة وتجديدها، أو مراجعة لما مضى والعمل على الإصلاح، وتمنح رموز الحياة التي تنطلق مثل السنونو وزهر الليلك واللوز التي تسبق الكائنات في الاحتفاء بالحياة، وقد يكون فرصة نادرة لا تتكرر لالتقاط طاقة الحياة المنبعثة، وكانت النساء تجمع النسغ المتشكل على الأشجار لاستخدامه في غسيل الشعر والجسم أملا بالجمال واستمرار الشباب وتجديده.
ايام الحسوم في القران :
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)
والتسخير : الغصْب على عمل واستعير لتكوين الريح الصرصر تكويناً متجاوزاً المتعارف في قوة جنسها فكأنها مكرهة عليه .
وعلق به عليهم } لأنه ضمن معنى أرسلها .
و ( حسوم ) يجوز أن يكون جمع حاسم مثل قُعود جمع قاعد ، وشهود جمع شاهد ، غُلِّب فيه الأيام على الليالي لأنها أكثر عدداً إذ هي ثمانية أيام وهذا له معان :
أحدها أن يكون المعنى : يتابع بعضها بعضاً ، أي لا فصل بينها كما يقال : صيام شهرين متتابعين ، وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي :
ففرَّق بينَ بينِهمُ زمانٌ ... تتابع فيه أعوام حُسُومٌ
قيل : والحسوم مشتق من حسْم الداءِ بالمكواة إذ يكوى ويُتابع الكي أيّاماً ، فيكون إطلاقه استعارة ، ولعلها من مبتكرات القرآن ، وبيت عبد العزيز الكلابي من الشعر الإِسلامي فهو متابع لاستعمال القرآن .
المعنى الثاني : أن يكون من الحَسم وهو القطع ، أي حاسمة مستأصلة . ومنه سمي السيف حُساماً لأنه يقطع ، أي حَسَمَتْهم فلم تُبققِ منهم أحداً ، وعلى هذين المعنيين فهو صفة ل { سبع ليال وثمانية أيّام } أو حال منها .
المعنى الثالث : أن يكون حسوم مصدراً كالشُكور والدخُول فينتصب على المفعول لأجله وعاملُه { سَخَّرها ، } أي سخرها عليهم لاستئصالهم وقطع دابرهم .
وكل هذه المعاني صالح لأن يذكر مع هذه الأيام ، فإيثار هذا اللفظ من تمام بلاغة القرآن وإعجازه .
وقد سمّى أصحاب المِيقات من المسلمين أياماً ثمانية منصَّفة بين أواخر فبراير وأوائل مارس معروفة في عادة نظام الجو بأن تشتد فيها الرياح غالباً ، أيامَ الحُسوم على وجه التشبيه ، وزعموا أنها تقابل أمثالها من العام الذي أصيبت فيه عاد بالرياح ، وهو من الأوهام ، ومن ذا الذي رصد تلك الأيام .
ومن أهل اللغة من زعم أن أيام الحسوم هي الأيام التي يقال لها : أيامُ العَجُوز أو العَجُز ، وهي آخر فصل الشتاء ويُعدها العرب خمسة أو سبعة لها أسماء معروفة مجموعة في أبيات تذكر في كتب اللغة ، وشتان بينها وبين حُسوم عاد في العِدة والمُدة .
وفرع على { سخرها عليهم } أنهم صاروا صَرعى كلهم يراهم الرائي لو كان حاضراً تلك الحالة .
والخطاب في قوله : { فترى } خطاب لغير معين ، أي فيرى الرائي لو كان راءٍ ، وهذا أسلوب في حكاية الأمور العظيمة الغائبة تستحضر فيه تلك الحالة كأنها حاضرة ويُتخيل في المقام سامع حاضر شاهد مُهْلَكهم أو شَاهَدَهم بعدَه ، وكلا المشاهدتين منتف في هذه الآية ، فيعتبر خطاباً فرضياً فليس هو بالتفات ولا هو من خطاب غير المعين ، وقريب منه قوله تعالى :
{ وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل } [ الشورى : 45 ] ، وقوله : { وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيماً وملكاً كبيراً } [ الإنسان : 20 ] ، وعلى دقة هذا الاستعمال أهمل المفسرون التعرض له عدا كلمة للبيضاوي .
والتعريف في { القومَ } للعهد الذِّكري ، والقوم : القبيلة وهذا تصوير لهلاك جميع القبيلة .
وضمير { فيها } عائد إلى الليالي والأيام .
و { صرعى } : جمع صريع وهو الملقى على الأرض ميتاً .
وشُبهوا بأعجاز نخل ، أي أصول النخل ، وعجز النخلة : هو الساق التي تتصل بالأرض من النخلة وهو أغلظ النخلة وأشدها .
ووجه التشبيه بها أن الذين يقطعون النخل إذا قطعوه للانتفاع بأعواده في إقامة البيوت للسُقُف والعضادات انتقوا منه أصوله لأنها أغلظ وأملأ وتركوها على الأرض حتى تيبس وتزول رطوبتها ثم يجعلوها عَمَداً وأساطين .
والنخل : اسمُ جمععِ نخلة .
والخاوي : الخالي مما كان مالئاً له وحالاً فيه .
وقوله : { خاويةٍ } مجرور باتفاق القراء ، فتعين أن يكون صفة { نخل .
ووصفُ نخل } بأنها { خاوية } باعتبار إطلاق اسم «النخل» على مكانه بتأويل الجنة أو الحديقة ، ففيه استخدام . والمعنى : خالية من الناس ، وهذا الوصف لتشويه المشبه به بتشويه مكانه ، ولا أثر له في المشابهة وأحسنه ما كان فيه مناسبة للغرض من التشبيه كما في الآية ، فإن لهذا الوصف وقعاً في التنفير من حالتهم ليناسب الموعظة والتحذير من الوقوع في مثل أسبابها ، ومنه قول كعب بن زهير :
لَذاكَ أهْيَبُ عندي إذْ أُكلمه ... وقيلَ إنَّك مَنسُوبٌ ومَسْؤول
مِن خادرٍ من لُيُوثثِ الأسْدِ مسكَنه ... من بَطْن عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غِيل
الأبيات الأربعة ، وقول عنترة :
فتركتُه جَزَر السباععِ يَنُشْنَه ... يَقضِمْنَ حُسنَ بنانِه والمعصم .