admin
07-09-2018, 05:43 AM
https://www.kalimat1.com/upload/uploads/153110416709751.jpg
اشعار وخواطر نزار قباني عن الحب
بحثت يا حبيبتي عن وردة حمراء
أرسلها سفيرة عني
بعيد عشق العشاق
فلم أجد في السوق أي وردة
حمراء أو بيضاء أو صفراء
لأن كل الورد في الأسواق
كما يقول بائع الأزهار
قد اشترته شعبة المباحث
لزوجة الخليفة الرشيد
أردت أن أرسل يا أميرتي
بطاقة وردية
أكتب فيها كل ما أريد
عن ذالك الحب الذي يذبحني
ذبحا من الوريد للوريد
نخلت يا حبيبتي شوارع المدينة
مكتبة مكتبة
واجهة واجهة
زاوية زاوية
لكنني فشلت في مهمتي
لأنهم في شعبة المباحث
كما روى موظف في المكتبة
قد صادروا كل البطاقات التي تباع في المدينة
و أرسلوها كلها لزوجة الرشيد
حاولت أن أكتب عن عينيك يا حبيبتي
قصيدة جديدة
ما كتبت يوما بتاريخ الأدب
حروفها من ذهب
زنرها من ذهب
سروالها من ذهب
و عندما فرغت من كتابتي
جاء رجال من لدى أبي لهب
فاعتقلوا القصيدة
و أغلقوا بالشمع و الرصاص
علبة البريد
لا هاتف يرن في بلادنا
لا طائر يطير في سمائنا
لا قمر
يرشرش الحليب و الثلج على ثيابنا
لا كلمة جميلة
تغير العادي من كلامنا
لا امرأة
تذوب الصقيع في أيامنا
لا رزمة تحرك الفضول في أعماقنا
يحملها موزع البريد
فكرت أن أستعمل الفرشاة و الألوان
في وصف ما أحسه
فكرت في رنوار في ماتيس في سيزان
فكرت أن أفعل ما يفعله نيسان
و ألحس القشطة عن رافعة النهدين
كما شفاه الموج تلحس الشطان
فكرت في إسبانيا
و حزننا المخزون حتى الان
في أعين الإسبان
فكرت في مدائن الحب التي أعرفها
فكرت في فنيسيا
الجسد المغسول بالماء و الحب و الأحلام
فكرت في فلورنسا
تلك التي قرأت في ساحاتها
قصائد الرخام
فكرت في باريس
في تاريخها المكتوب ب الباغيت
و الجبنة و النبيذ و الأمطار
فكرت في إلزا و في عيونها
فكرت في رامبو و في إلوار
كم يستطيع الحب في باريس
أن يغير الأقدار
حين تنامين على سجادة الكاشان
مليسة كقطعة الكشمير
معجونة بالمسك و القرفة و الحرير
طازجة كحزمة الريحان
أعيد أقوال أبي :
أن ليس بالإمكان أبدع مما كان
يمكنني بقبلة واحدة
أن ألبس التاريخ في أصابعي
و أمحو الزمان و المكان
أواصل التنقيب في يديك
عن حضارة الإغريق و الرومان
أواصل التنقيب في نهديك
عن قصيدة مجهولة
وحبتي رمان
أواصل العزف على خصرك
حتى تتعب الكمان
يبدو خيار العطر غير مقنع
من ينقل الماء إلى بحيرة
من يحمل الورد إلى بستان
يا قمري يا قمر الزمان :
سوف أضل مبحرا كعقبة بن نافع
حتى أرى إفريقيا و أعرف الإحساس بالأمان
سوف أظل عاشقا حتى أر سفينتي
راسية في مدخل الشريان
سوف أضل مخلصا لمهنة الحب التي أجيدها
ومهنة الرقص على ألسنة النيران
فليس عندي مهنة أخرى سوى
خرمشة النصوص
أو خرمشة السماء
أو خرمشة الحيطان
أشعر بالإحباط يا سيدتي
أشعر أنني رجل مستلب منسحق وحيد
ففي بلاد أصبح الحب بها محاصرا بالنار و الحديد
و في بلاد أصبح القلب بها لوحا من الزجاج
و الجليد
و في بلاد أصبح الشعر بها
يحترف التزوير و التبخير و التمجيد
يعاقب الإعلام كل شاعر يبقى على عفافة
إذا تعرت زوجة العزيز
يدور في رأسي سؤال ساخر
هل صارت السيدة الأولى التي تحكمنا
خاتمة النشيد
ما أسخف الشعر الذي نضطر أن نكتبه
تغزلا بامرأة الرشيد
اشعار وخواطر نزار قباني عن الحب
بحثت يا حبيبتي عن وردة حمراء
أرسلها سفيرة عني
بعيد عشق العشاق
فلم أجد في السوق أي وردة
حمراء أو بيضاء أو صفراء
لأن كل الورد في الأسواق
كما يقول بائع الأزهار
قد اشترته شعبة المباحث
لزوجة الخليفة الرشيد
أردت أن أرسل يا أميرتي
بطاقة وردية
أكتب فيها كل ما أريد
عن ذالك الحب الذي يذبحني
ذبحا من الوريد للوريد
نخلت يا حبيبتي شوارع المدينة
مكتبة مكتبة
واجهة واجهة
زاوية زاوية
لكنني فشلت في مهمتي
لأنهم في شعبة المباحث
كما روى موظف في المكتبة
قد صادروا كل البطاقات التي تباع في المدينة
و أرسلوها كلها لزوجة الرشيد
حاولت أن أكتب عن عينيك يا حبيبتي
قصيدة جديدة
ما كتبت يوما بتاريخ الأدب
حروفها من ذهب
زنرها من ذهب
سروالها من ذهب
و عندما فرغت من كتابتي
جاء رجال من لدى أبي لهب
فاعتقلوا القصيدة
و أغلقوا بالشمع و الرصاص
علبة البريد
لا هاتف يرن في بلادنا
لا طائر يطير في سمائنا
لا قمر
يرشرش الحليب و الثلج على ثيابنا
لا كلمة جميلة
تغير العادي من كلامنا
لا امرأة
تذوب الصقيع في أيامنا
لا رزمة تحرك الفضول في أعماقنا
يحملها موزع البريد
فكرت أن أستعمل الفرشاة و الألوان
في وصف ما أحسه
فكرت في رنوار في ماتيس في سيزان
فكرت أن أفعل ما يفعله نيسان
و ألحس القشطة عن رافعة النهدين
كما شفاه الموج تلحس الشطان
فكرت في إسبانيا
و حزننا المخزون حتى الان
في أعين الإسبان
فكرت في مدائن الحب التي أعرفها
فكرت في فنيسيا
الجسد المغسول بالماء و الحب و الأحلام
فكرت في فلورنسا
تلك التي قرأت في ساحاتها
قصائد الرخام
فكرت في باريس
في تاريخها المكتوب ب الباغيت
و الجبنة و النبيذ و الأمطار
فكرت في إلزا و في عيونها
فكرت في رامبو و في إلوار
كم يستطيع الحب في باريس
أن يغير الأقدار
حين تنامين على سجادة الكاشان
مليسة كقطعة الكشمير
معجونة بالمسك و القرفة و الحرير
طازجة كحزمة الريحان
أعيد أقوال أبي :
أن ليس بالإمكان أبدع مما كان
يمكنني بقبلة واحدة
أن ألبس التاريخ في أصابعي
و أمحو الزمان و المكان
أواصل التنقيب في يديك
عن حضارة الإغريق و الرومان
أواصل التنقيب في نهديك
عن قصيدة مجهولة
وحبتي رمان
أواصل العزف على خصرك
حتى تتعب الكمان
يبدو خيار العطر غير مقنع
من ينقل الماء إلى بحيرة
من يحمل الورد إلى بستان
يا قمري يا قمر الزمان :
سوف أضل مبحرا كعقبة بن نافع
حتى أرى إفريقيا و أعرف الإحساس بالأمان
سوف أظل عاشقا حتى أر سفينتي
راسية في مدخل الشريان
سوف أضل مخلصا لمهنة الحب التي أجيدها
ومهنة الرقص على ألسنة النيران
فليس عندي مهنة أخرى سوى
خرمشة النصوص
أو خرمشة السماء
أو خرمشة الحيطان
أشعر بالإحباط يا سيدتي
أشعر أنني رجل مستلب منسحق وحيد
ففي بلاد أصبح الحب بها محاصرا بالنار و الحديد
و في بلاد أصبح القلب بها لوحا من الزجاج
و الجليد
و في بلاد أصبح الشعر بها
يحترف التزوير و التبخير و التمجيد
يعاقب الإعلام كل شاعر يبقى على عفافة
إذا تعرت زوجة العزيز
يدور في رأسي سؤال ساخر
هل صارت السيدة الأولى التي تحكمنا
خاتمة النشيد
ما أسخف الشعر الذي نضطر أن نكتبه
تغزلا بامرأة الرشيد