جودي احمد
01-04-2018, 04:04 AM
https://www.kalimat1.com/upload/uploads/1515027820511.jpg
برنامج إذاعي عن صلة الرحم - فقرة عن صلة الرحم - كلمة عن الاقارب
واحترام الأقارب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ذي الفضل الواسع، والمنن التوابع، والنعم السوابغ، والحجج البوالغ، خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، وأشهد أن محمدًا رسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، اختاره الله لرسالته، ومستودع أمانته، فجعله خاتم النبيين، فعليه صلوات الله وسلامه، أفضل صلوات وأنماها، وعلى إخوانه من النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
كل منا لديه أقارب من أعمام وأخوال، وغيرهم الكثير، ولكن القليل منا من يعرف حقهم، والأقل من ذلك هو من يطبق حقوقهم فعليًا.
لذا.. خصصنا هذا اليوم ( .... ) الموافق ( .... ) من شهر ( .... ) لعام ( .... ) للحديث عن "احترام الأقارب".
نبدأ بالقرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ * قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ * قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [سبأ: 22 - 30].
ثاني فقراتنا الحديث الشريف:
الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" رواه البخاري.
أعظم حقوق الأقارب صلة الرحم، ومع كلمتنا الصباحية لهذا اليوم:
أعظم حقوق الأقارب صلة الرحم
إن صلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] والمسلم في هذه الدنيا يجدّ في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض. ومما يعينه في ذلك السير، تلمس ثمار القيام بصلة الأرحام، ومنها:
1- امتثال أمر الله ورسوله بصلة الرحم، حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرنها بعبادة الله تعالى، دلالة على عظم شأنها، كما في حديث عمرو بن عبسة، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي شيء أرسلك الله؟ قال: "بكسر الأوثان وصلة الرحم وأن يوحد الله لا يشرك به شيئًا" رواه مسلم.
2- طلب القرب والإحسان والأفضال من الله تبارك وتعالى، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم! أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذلك لك... " الحديث.
3- طمعًا في دخول الجنة، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجة والترمذي والدارمي، عن عبدالله بن سلام، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس قبلةُ، وقيل: قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله - ثلاثًا - فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: "يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
4- كسب الرزق والبركة في الذرية والذكر الحسن، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أنس - رضي الله تعالى عنه -، قال: سمعت رسول الله يقول: "من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".
5- دفع العقوبة المترتبة على قطيعة الرحم، كما في قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]، وكما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن محمد ابن جبير بن مطعم قال: إن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، وكذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد، عن أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله بصاحبه العقوبة في الدنيا - مع ما يدخر له في الآخرة - من البغي وقطيعة الرحم".
لزيارة الأقارب ضوابط وآداب، ومع هذه الفقرة:
آداب وضوابط عند زيارة الأقارب
1- أن تستصحب الإخلاص لله تعالى في كل عمل تقوم به، وأن تلزم الالتجاء إلى الله سبحانه، ودعاءه بأن يوفقك، وأن يفتح على يديك، وأن تنطلق مع محبوبات الله، أنى استقلت ركائبها، مع الاجتهاد في دفع كل ما يعارض هذا الأصل العظيم الذي هو أنفع الأصول، وأصلحها للقلب، وأعظمها فوائد ونتائج، مع اجتهادك فيه، تلجأ إلى الله تعالى في إعانتك عليه، وتيسيره لك.
2- التدثر بالصفح والعفو والمسامحة لكل من أخطأ عليك، ومقابلة ذلك بالإحسان.
3- أن تستشعر دائمًا أن أقاربك وأرحامك أولى الناس بك، وأحقهم بعطفك وخيرك.
4- أن تدرك أن صلة الرحم من أخص صفات المؤمنين، بل إنها من أبرز صفات سيد المرسلين.
5- أن تكون قدوة حسنة في جميع أعمالك وتصرفاتك وأخلاقياتك، مع جميع أقاربك ومع غيرهم، مع البعد التام عن الانتصار للنفس؛ وألا يكون في سلوكك ثغرات تفقدك ثقتهم، وانظر إلى سيد الرسل - صلوات الله وسلامه عليه - لم ينتقم لنفسه قط.
6- أن يروا منك الإيجابية في التعاون معهم، ومسارعتك في قضاء حوائجهم، والوقوف في صفهم في الحق، وبذل جاهك وشفاعتك لهم، ومحاولة إيجاد البدائل -فيما لم توافقهم عليه - من أعمال أو تصرفات.
7- العفو والتجاوز عن حقوقك الذاتية تجاههم؛ بل تحاول أن تتناساها تمامًا، ومن ذلك المكافأة في الصلة؛ فالواصل ليس بالمكافئ.
8- طول النفس، وسعة البال معهم، فالطريق طويل، والصبر جميل، وتذرع بالفأل الحسن، وافتح لنفسك باب الأمل؛ فقد لبث نوح - عليه السلام - ألف سنة إلا خمسين عامًا، وهو يدعو قومه.
9- إبعاد عنصر اليأس من صلاحهم، فإنه متى تطرّق إليك الشك من صلاحهم، فقد حكمت على نفسك بالفشل، في بداية الطريق.
10- عدم تعليق الفشل وعدم النجاح عليهم، فإنك متى عمدت إلى هذا، فقدت عنصر التقويم والتعديل والتطوير لنفسك. ولم تحاول أن تراجع خطواتك وطريقتك في التعامل معهم.
قد تقع مشاكل بين الأقارب، ولكن لها حلول، ومع هذه الفقرة:
مشاكل وحلول بين الأقارب
تختلف الأسرة وتتباين في نوعية المشاكل وحجمها، ومدى انتشارها بينهم، وهل هي ظاهرة أم مشكلة فردية؛ فمثلاً مشكلة الاختلاط بين الأقارب عند بعض الأسر، هي مشكلة، ولكن لها حلول يمكن تطبيقها، بدلاً من حدوث القطيعة بين الأقارب.
من هذه الحلول:
1- ذكر أن الحياء هو أجمل أخلاق المرأة، وهو السبب في إيجاد النفسية الهادئة لديها.
2- ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم المصافحة، والاختلاط مع غير المحارم.
3- إيراد قصص من الواقع، تسبب فيها الاختلاط، في وقوع جرائم خلقية، وقتل، واعتداءات، وقطيعة، وفضيحة.
4- بيان أن الحب والهيبة والتقدير والاحترام تبقي التستر والحشمة.
5- إقناع كبار الأسرة بمغبة الاختلاط، وآثاره السيئة، ومحاولة كسبهم في الوقوف في وجه مروجيه، والداعين إليه، والمتساهلين فيه، دون الدخول في التحرش، بل تلبس لباس الشفقة واللطف والرحمة.
6- بعث الغيرة لدى الشباب وفتيات الأسرة، لتبني الحشمة، ومعارضة المصافحة والاختلاط، مع غير المحارم.
وهكذا.. أية مشكلة قد تطرأ - لا سمح الله - بين الأقارب يمكن حلها بمثل هذه الطرق.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى آخر فقراتنا لهذا اليوم، فلا تدعوا رحم القرابة دون وصل وزيارة، فللأقارب حق واحترام أوجبه الله علينا.
"والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
برنامج إذاعي عن صلة الرحم - فقرة عن صلة الرحم - كلمة عن الاقارب
واحترام الأقارب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ذي الفضل الواسع، والمنن التوابع، والنعم السوابغ، والحجج البوالغ، خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، وأشهد أن محمدًا رسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، اختاره الله لرسالته، ومستودع أمانته، فجعله خاتم النبيين، فعليه صلوات الله وسلامه، أفضل صلوات وأنماها، وعلى إخوانه من النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
كل منا لديه أقارب من أعمام وأخوال، وغيرهم الكثير، ولكن القليل منا من يعرف حقهم، والأقل من ذلك هو من يطبق حقوقهم فعليًا.
لذا.. خصصنا هذا اليوم ( .... ) الموافق ( .... ) من شهر ( .... ) لعام ( .... ) للحديث عن "احترام الأقارب".
نبدأ بالقرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ * قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ * قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [سبأ: 22 - 30].
ثاني فقراتنا الحديث الشريف:
الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" رواه البخاري.
أعظم حقوق الأقارب صلة الرحم، ومع كلمتنا الصباحية لهذا اليوم:
أعظم حقوق الأقارب صلة الرحم
إن صلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] والمسلم في هذه الدنيا يجدّ في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض. ومما يعينه في ذلك السير، تلمس ثمار القيام بصلة الأرحام، ومنها:
1- امتثال أمر الله ورسوله بصلة الرحم، حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرنها بعبادة الله تعالى، دلالة على عظم شأنها، كما في حديث عمرو بن عبسة، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي شيء أرسلك الله؟ قال: "بكسر الأوثان وصلة الرحم وأن يوحد الله لا يشرك به شيئًا" رواه مسلم.
2- طلب القرب والإحسان والأفضال من الله تبارك وتعالى، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم! أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذلك لك... " الحديث.
3- طمعًا في دخول الجنة، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجة والترمذي والدارمي، عن عبدالله بن سلام، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس قبلةُ، وقيل: قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله - ثلاثًا - فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: "يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
4- كسب الرزق والبركة في الذرية والذكر الحسن، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أنس - رضي الله تعالى عنه -، قال: سمعت رسول الله يقول: "من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".
5- دفع العقوبة المترتبة على قطيعة الرحم، كما في قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]، وكما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن محمد ابن جبير بن مطعم قال: إن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، وكذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد، عن أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله بصاحبه العقوبة في الدنيا - مع ما يدخر له في الآخرة - من البغي وقطيعة الرحم".
لزيارة الأقارب ضوابط وآداب، ومع هذه الفقرة:
آداب وضوابط عند زيارة الأقارب
1- أن تستصحب الإخلاص لله تعالى في كل عمل تقوم به، وأن تلزم الالتجاء إلى الله سبحانه، ودعاءه بأن يوفقك، وأن يفتح على يديك، وأن تنطلق مع محبوبات الله، أنى استقلت ركائبها، مع الاجتهاد في دفع كل ما يعارض هذا الأصل العظيم الذي هو أنفع الأصول، وأصلحها للقلب، وأعظمها فوائد ونتائج، مع اجتهادك فيه، تلجأ إلى الله تعالى في إعانتك عليه، وتيسيره لك.
2- التدثر بالصفح والعفو والمسامحة لكل من أخطأ عليك، ومقابلة ذلك بالإحسان.
3- أن تستشعر دائمًا أن أقاربك وأرحامك أولى الناس بك، وأحقهم بعطفك وخيرك.
4- أن تدرك أن صلة الرحم من أخص صفات المؤمنين، بل إنها من أبرز صفات سيد المرسلين.
5- أن تكون قدوة حسنة في جميع أعمالك وتصرفاتك وأخلاقياتك، مع جميع أقاربك ومع غيرهم، مع البعد التام عن الانتصار للنفس؛ وألا يكون في سلوكك ثغرات تفقدك ثقتهم، وانظر إلى سيد الرسل - صلوات الله وسلامه عليه - لم ينتقم لنفسه قط.
6- أن يروا منك الإيجابية في التعاون معهم، ومسارعتك في قضاء حوائجهم، والوقوف في صفهم في الحق، وبذل جاهك وشفاعتك لهم، ومحاولة إيجاد البدائل -فيما لم توافقهم عليه - من أعمال أو تصرفات.
7- العفو والتجاوز عن حقوقك الذاتية تجاههم؛ بل تحاول أن تتناساها تمامًا، ومن ذلك المكافأة في الصلة؛ فالواصل ليس بالمكافئ.
8- طول النفس، وسعة البال معهم، فالطريق طويل، والصبر جميل، وتذرع بالفأل الحسن، وافتح لنفسك باب الأمل؛ فقد لبث نوح - عليه السلام - ألف سنة إلا خمسين عامًا، وهو يدعو قومه.
9- إبعاد عنصر اليأس من صلاحهم، فإنه متى تطرّق إليك الشك من صلاحهم، فقد حكمت على نفسك بالفشل، في بداية الطريق.
10- عدم تعليق الفشل وعدم النجاح عليهم، فإنك متى عمدت إلى هذا، فقدت عنصر التقويم والتعديل والتطوير لنفسك. ولم تحاول أن تراجع خطواتك وطريقتك في التعامل معهم.
قد تقع مشاكل بين الأقارب، ولكن لها حلول، ومع هذه الفقرة:
مشاكل وحلول بين الأقارب
تختلف الأسرة وتتباين في نوعية المشاكل وحجمها، ومدى انتشارها بينهم، وهل هي ظاهرة أم مشكلة فردية؛ فمثلاً مشكلة الاختلاط بين الأقارب عند بعض الأسر، هي مشكلة، ولكن لها حلول يمكن تطبيقها، بدلاً من حدوث القطيعة بين الأقارب.
من هذه الحلول:
1- ذكر أن الحياء هو أجمل أخلاق المرأة، وهو السبب في إيجاد النفسية الهادئة لديها.
2- ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم المصافحة، والاختلاط مع غير المحارم.
3- إيراد قصص من الواقع، تسبب فيها الاختلاط، في وقوع جرائم خلقية، وقتل، واعتداءات، وقطيعة، وفضيحة.
4- بيان أن الحب والهيبة والتقدير والاحترام تبقي التستر والحشمة.
5- إقناع كبار الأسرة بمغبة الاختلاط، وآثاره السيئة، ومحاولة كسبهم في الوقوف في وجه مروجيه، والداعين إليه، والمتساهلين فيه، دون الدخول في التحرش، بل تلبس لباس الشفقة واللطف والرحمة.
6- بعث الغيرة لدى الشباب وفتيات الأسرة، لتبني الحشمة، ومعارضة المصافحة والاختلاط، مع غير المحارم.
وهكذا.. أية مشكلة قد تطرأ - لا سمح الله - بين الأقارب يمكن حلها بمثل هذه الطرق.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى آخر فقراتنا لهذا اليوم، فلا تدعوا رحم القرابة دون وصل وزيارة، فللأقارب حق واحترام أوجبه الله علينا.
"والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".