ريماس
01-01-2018, 12:35 PM
https://www.kalimat1.com/upload/uploads/1514799262281.jpg
كلمة صباحية مختارة للاذاعة المدرسية
اختر مما يلي كلمة تناسبك . . .
----- خير جليس في الزمان كتاب -----
إن من أسباب السعادة : الإنقطاع إلى مطالعة الكتاب وتسلية القلب بالقراءة فيما يعود بالنفع والمعرفة ويقود إلى الابداع والاطلاع على تجارب الآخرين عن طريق كلمات نقرأها لاتكلفنا شيئاً ونجد من الأدباء وعمالقة المصنّفين يوصون بالقراءة والمطالعة بوجه عام وبالكتاب بوجه خاص فيقول الجاحظ وهو : عمرو بن بحر الطائي عن الكتاب ، : " هو الجليس الذي لايطريك والصديق الذي لايغريك والرفيق الذي لايملُّك والمستميح الذي لايستريثك والجار الذي لايستبطيك والصاحب الذي لايريد استخراج ماعندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال عليك بالكذب " .
----- وقفة مع الخلفاء -----
مرض الصدّيق أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه فعادوه ، فقالوا له : ألا ندعو لك الطبيب ؟ فقال : " قد رآني الطبيب " فقالوا له : فأي شيء قال لك ؟ فقال رضي الله عنه قال : ((إني فعال لما أريد )) يقصد بذلك الله جل وتقدس .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " .
وقال رضي الله عنه : " أفضل عيشنا أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً " .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " ألا إن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قطع الرأس بار الجسم ــ أي هلك ــ ثم رفع صوته فقال : ( إنه لاايمان لمن لاصبر له ) وقال : " الصبر مطية لاتكبو " .
----- مرض يورث عاقبة -----
يروى أن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله زار المحدث العلم محدث الأندلس ( بقيّ بن مخلّد ) في مرض له فقال له : " ياأبا عبدالرحمن أبشر بثواب الله ، أيام الصحة لاسقم فيها وأيام السقم لاصحة فيها " . أي : أن الأيام التي يصحّ بها الانسان لايعرض المرض فيها بالبال ، فيعيش بالآمال والطموح وتشتد رغبته في الحياة والعكس بالعكس . . الأيام التي يمرض فيها الإنسان لاتخطر له الصحة فيها ببال وتنقبض فيها الهمم ويفقد فيها الانسان الأمل فيعيش تعلوه الكآبة ويضيق عليه بعض الأمور وهذا أخبر الله عنه بقوله جل ذكره : (( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرحٌ فخور * إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجرُ كبير )) .
----- قصة داعية -----
سكن داعية مسلم شهير مدينة ميونخ الألمانية ، وعند مدخل المدينة توجد لوحة اعلانات كبيرة جداً مكتوب عليها بالألمانية : " أنت لاتعرف كفرات يوكوهاما " ففكر هذا الداعيةُ أن ينصب يدعو بها إلى الإسلام وفعلاً تحقق له ذلك فنصب هذا الداعية لوحة كبرى بجانب هذه اللوحة كتب عليها : " أنت لاتعرف عن الإسلام ، إن أردت معرفته فاتصل بنا على هاتف كذا وكذا " ثم بعد ذلك انهالت عليه الإتصالات من كل حدب وصوب حتى أسلم على يديه في سنة واحدة قرابة مئة ألف " الله أكبر انها الهمم من رجال دخلوا في الإسلام حديثاً فأين أنتم ياأبناء الإسلام ، يامن ولدتم وترعرعتم فيه ونالكم احسانه ومعروفه وأياديه .
----- الإيمان أعظم دواء -----
يقول أبرز أطباء النفس كارل جائغ في كتابه [ الإنسان الحديث في بحثه عن الروح ] : " خلال السنوات الثلاثين الماضية جاء أشخاص من جميع أقطار العالم لاستشارتي ، وقد عالجت مئات المرضى ، ومعظمهم في منتصف مرحلة الحياة ، أي فوق الخامسة والثلاثين من العمر ، ولم يكن بينهم من لاتعود مشكلته إلى ايجاد ملجأ ديني يتطلّع من خلاله إلى الحياة ، وباستطاعتي أن أقول : أن كلاً منهم مرض لأنه فقد مامنحه الدين للمؤمنين ، ولم يشف من لايستعِد ايمانه الحقيقي " انتهى كلامه وانظر إلى قوله : " ولم يكن بينهم من لاتعود مشكلته إلى ايجاد ملجأ ديني يتطلّع من خلاله إلى الحياة " . . ايها الإخوة الكرام الدين والإيمان بالله وباأقداره هو المنجى الوحيد والباب السعيد للخروج من أزمات الحياة قطعاً لاريب ولا شك فيه ، يقول الرب جل وعلا : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )) .
----- الاستغفار يفك الأغلال ويفتح الأقفال -----
ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم : (( لايقضي الله للعبد قضاءً إلا كان خيراً له )) ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم هذا كائنٌ على الإطلاق فاعلم أن أي قضاءٍ وقدر ٍ قدره الله عليك إنما هو في رصيدك وليس ضدك حتماً ، وقد قيل لابن تيمية في القضاء حتى المعصية ــ أي خيرــ ؟ قال : " نعم ، إذا كان معها التوبة والندم والإستغفار والإنكسار " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " رواه مسلم .
يقول العالم الرباني ابن تيمية رحمه الله : " إن المسألة لتغلق عليّ ، فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل فيفتحها الله علي " فالإستغفار باب لكل رزق وهدى وعلم ومعرفة وعمل صالح وباب للخير كله لك وللغير .
----- من كلمات الشيخ عائض القرني وفقه الله -----
" راحة المؤمن غفلة ــ أي عن الهم ــ والفراغ قاتل ، والعطالة بطالة ، وأكثر الناس هموماً وغموماً وكدراً العاطلون الفارغون ، والأراجيف والهواجس رأس مال المفاليس من العمل الجاد المثمر ، فتحرك واعمل ، وزاول وطالع ، واتلُ وسبّح ، واكتب وزُرْ ، واستفد من وقتك ، ولا تجعل دقيقة للفراغ .
إنك يوم تفرغْ . . يدخل عليك الهم والغم والهاجس والوساوس , وتصبح ميداناً لألاعيب الشيطان " فلا تكن كما قال الشاعر :
فلم يطرق من الخيرات بابٌ * ولم يرقى إلى بعض المعالي
وصيّر للجهالة كــــل دربٍ * وصار بهيمة في كل حــــالِ
حاشاكم جميعاً أن تكونوا كما ذكر الشاعر وفقكم الله لكل مطلوب ووهب لكم كل مرغوب وصرف عنكم الأشرار والكروب .
----- نبذة عن عالِم قيادي -----
هو من العلماء الجهابذة والقادة الفاتحين رحل إلى المدينة في الثامنة عشر من عمره ، وسمع من الإمام مالك كتاب " الموطأ " ثم رجل إلى العراق درس على محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة ثم رحل إلى مصر وبعدها رجع إلى بلدته " القيروان " وتولى منصب القضاء ، وفي عام 212 هـ ولاه أمير القيروان قيادة الجيش الإسلامي المتوجه إلى صقلية ــ وهي جزيرة قرب ايطاليا ــ فلما خرج الجيش خرج الناس يودّعونه في موكب عظيم حاشد ، فلما رأى الناس خلفه وأمامه خطبهم فقال : ( يامعشر الناس لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، والله ماولِي ألي أبٌ ولا جدّ ولاية قطّ ، ولا أحدٌ من سلفي رأى هذا قطّ ــ يقصد الإحترام والتكريم ــ ومارأيت ماترون إلا بالأقلام ــ أي بالعلم ــ فأجهدوا أنفسكم وأتعبوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه ، واصبروا على شدّته فإنكم تنالون به خيري الدنيا والآخرة ) أما عرفتم من هو ؟
هو فاتح صقلية " أسد بن الفرات " رحمه الله القائد المحنّك والبطل النحرير .
----- طلب الرزق من دون حرص -----
اعلموا معشر الشباب أن الله تكفّل لك مخلوق برزقه سواءً كان صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى حيواناً كان أم انساناً فهو سبحانه أعطى الرزاق المتين الحق المبين قال جل ذكره : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) فأعطى الأسماك ــ سبحانه ــ رزقها في الماء والطائر في الهواء والنملة في الظلماء والحيّة بين الصخور الصمّاء ، وذكر الإمام الطبري في تفسيره عن زكريا ومريم عليهما السلام وذلك في قول الله تعالى على لسان زكريا : (( قال يامريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب )) أن زكريا عليه السلام كان يأتي إلى مريم بعد أن يَقفل عليها سبعة أبواب فيجد عندها فاكهة الشتاء في وقت الصيف وفاكهة الصيف في وقت الشتاء ، فيتعجّب من ذلك ويقول : ( يامريم أنّى لك هذا ) فتقول : ( هو من عند الله ) . . وصدق رسول الله حين قال : " إن روح القُدُس نفث في روعي إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " وبالله التوفيق .
----- كلمة فاسقٍ نفعت تقياً -----
يقول الإمام أحمد عن المحنة والفتنة التي مرّ بها وهي فتنة ( القول بخلق القرآن ) : " كلمتان نفعني الله بهما في المحنة :
* الأولى لرجل حُبس في شرب الخمر ، فقال : " ياأحمد ، اثبت فإنك تُجلد في السنة ، وأنا جُلدت في الخمر مراراً ، وقد صبرت " فصار الحال مشابهاً لقوله تعالى : (( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون )) .
* والثانية لرجل من أهل البادية قال للإمام أحمد ، والإمام قد أُخذ إلى الحبس وهو مقيّد بالسلاسل : ياأحمد ، اصبر ، فإنما تُقتل من هنا ، وتدخل الجنة من هُنا ، فكان لسان حاله كقوله تعالى : (( يُبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم )) .
----- من فوائد المصائب -----
كتب الشيخ عائض القرني في كتابه ( لاتحزن ) عن فوائد المصائب فقال :
" من فوائد المصائب استخراج مكنون عبودية الدعاء ، قال أحدهم : " سبحان من استخرج الدعاء بالبلاء " ، وذكروا في الأثر : أن الله ابتلى عبداً صالحاً من عباده وقال لملائكته : " لأسمع صوته " يعني بالدعاء والإلحاح ، ومنها : كسر جماح النفس وغيّها ، لأن الله يقول : ((كلاّ إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى))
ومنها : عطف الناس وحبهم ودعاؤهم للمصاب ، فإن الناس يتضامنون ويتعاطفون مع من أُصيب ومن ابتُلي ، ومنها : صرف ماهو أعظم من تلك المصيبة فإنها صغيرة بالنسبة لأكبر منها ، ثمّ هي كفارة للذنوب والخطايا ، وأجرٌ عند الله ومثوبة ، فإذا علم العبد أن هذه ثمار المصيبة أنِس بها وارتاح ولم وينزعج ويقنط وصدق الشاعر حين قال :
فكم حاز الصبور كثير جاهٍ * وكم خار الكسول فليس يجرأ
وكم طلب المثابر رأس أمرٍ * فحاز الأمر وابتهجَ وسُــــرّا .
----- فضل انتظار الفرج -----
أورد الترمذي في صحيحه حديث : " أفضل العبادة انتظار الفرج " وذكر أن هذا الحديث رواه أبو نُعيم وقال الترمذي : " حديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح " وعلى كل حال فقد رواه الطبراني في المعجم الكبير أيضاً ، وقال العجلوني : " صحح ابن حجر اسناده في بعض حواشيه " ويجب أيها الأخوة الكرام أن نعلم أن الفرج موصولٌ بالشدة فقد قالت العرب " الحبل اذا اشتدّ انقطع " هذا أمرٌ مقررّ عند العقلاء ويؤيد ذلك الحديث الصحيح الذي ذكره ابن عباس رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) فلا يتذمّر الواحد منّا حين المصيبة أيها العُقلاء حتى لايذهب الأجر والجزاء ، فإن الحياة لايمكن أن تكون كلّها رخاء ، وإن البلوى عامة للجنس البشري مسلمهم وكافرهم ومن أركان الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره ، ولن يقبل الله من المسلم صرفاً ولا عدلاً ولا قولاً حتى يؤمن بالقدر فهل نقدّر ذلك معشر الشباب وصدق القائل حين قال :
فإن الحادثات وإن تناهت * لموصول بها فرج قريبُ
----- قواعد في السعادة -----
إن السعادة مطلب بشري يسعى له الجميع ويحثّ له الخطى كل من الكبير والصغير والرفيع والحقير والكثير الكثير من بني الإنسان حتى الحيوان ــ أكرمكم الله ــ يسعى إلى السعادة فالكل محتاج إلى هذه الكلمة سواء كانت سعادة وقتيّة أو أبدية سرمدية وهنا لابد لطالب السعادة أن يأخذ بالمفاتيح الآتية التي لاغنى عنها ولا تستجلب السعادة إلا بها :
* أولاُ : الإيمان بالله أولاُ فهو عنوان الحياة الطيبة
* ثانياُ : العمل الصالح هو خير ماتُستجلب به السعادة فإن المسلم لابد له من العمل فإن العمل يقضي على السلبيات التي تغزو الإنسان في جميع أحواله .
* ثالثاُ : النسيان للماضي هو من أهم ركائز السعادة فإن التفكير في الماضي سواء كان ذلك الشيء كبيراً أو صغيراً هو من أكبر التي تُشقي الإنسان وتركه أو علاجه هو أمرٌ متحتم لازم لمن يبتغي السعادة في دينه ودنياه .
* رابعاُ : الرضا بالقدر والتسليم للخالق حين وقوع المصيبة وبعدها
* خامساُ : تذكّر أنك عندما تُبتلى أن أناساُ غيرك أشدّ منك بلاء . . . فاقنع ولا تُكثر الشكوى هداك الله للتقوى . وبالله التوفيق , , , .
----- إلى متى قلّة الإطلاع والتأمل -----
أيها الأخوة الأكارم : إننا في هذه الأيام أصلح الله أحوالنا جميعاً نعيش في مجتمع لايهتمّ بالإطلاع كثيراً ولا بالتأمل في كثير من المعارف والعلوم وإن مما يشرح الصدر كثرة المعرفة ، وغزارة المادة العلمية ، واتساع الثقافة ، وعُمق الفكر ، وبُعد النظرة والإبحار في فهم الأمور وتفحّص الأشياء وادراك المقاصد واكتشاف الحقائق ، فلهذا تجدون العالم رحبُ الصدر وواسع البال ومطمئن النفس وطيّب الخاطر .
وقلّ أن ينال ذلك غير العالِم لأنه ينظر للأمور بعقلانية وتفكير ورويّة وحسن تدبير ، وحصر الله سبحانه وتعالى خشيته في العلماء فقط فقال : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء . . )) الآية وأداة " إنما " للحصر النافي لغيره ، أي أن الجهّال والعوامّ من الناس لايخشون الله حقّ الخشية ولا يعرفونه حق المعرفة ، فلهذا كان جزاؤهم أعظم ونهج طريقهم أكرم ، وأمر الإطلاع شأنه يسير ، يحتاج إلى هواية وحب وتعلّقٌ للقلب بما يريد الإطلاع عليه وفَرَحٍ بالنتائح التي تُجتنى من ذلك الإطلاع ، وهنا تبدأ بذرة الإطلاع والمعرفة تنمو في قلب المُطّلع وصاحب المعرفة فيكون ذلك سبيلاً للإبداع والتميّز . والله أعلم , , , .
----- اسمع كيف كانوا يعيشون ؟ -----
في يوم من أيام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كان علي بن أبي طالب مع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيّد ولد آدم في الصباح الباكر ، فيبحث مع فاطمة رضي الله عنها وأرضاها عن طعام في البيت فلم يجدان شيئاً ، فيرتدي فرواً على جسمه من شدّة البرد ويخرج ويتلمّس ويبحث في أطراف المدينة ، ويتذكّر يهودياً عنده مزرعة ، فيقتحم عليٌّ عليه باب المزرعة ، فلمّا رأى ذلك اليهودي قال له : هلّ لك أن تُخرج لي من البئر كلّ غِربٍ بتمرة ــ أي كلّ دلو تخرجه بتمرة ــ فرضي عليّ رضي الله عنه بهذا العمل الزهيد ، وعمِل نهار ذلك اليوم فلما انتهى وأخذ تلك التمرات رجع من حيث أتى ولقِي في طريقه النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه من تلك التمرات ، ثمّ مكث يأكل من التمرات هو وفاطمة ذلك اليوم ، فهكذا كان عيشهم أيها الشباب ، فكم يتوفر من الغذاء والدواء والماء عندنا ومع ذلك يقصّر الكثير منّا في عبادة مولاه وأداء حقوق من سواه .
----- علاج نافع لكثير من الأوهام -----
قد يستغرب البعض منّا إذا كانت لديه مشكلة نفسيّة في نظره أن نقول له : قم لكي نعمل أو لكي نلعب أو لكي نمشي أو نحو ذلك مما فيه ارهاق للبدن نوعاً ما ، ولكن أثبت الطب الحديث أن العمل من أكبر مقومات النفس لدى الإنسان لأنه يبني شخصيته ويتحرر من القيود الفكرية المثبّطة ، ويجعل الشخص متحكماً في ارادته ويقودها بزمامها لكي لاتقوده هي بطريقتها الأمّارة بالسوء ، وماأتت الحكمة المتداولة بيننا وبين الناس على الدوام من فراغ وهي قولك : " العقل السليم في الجسم السليم " فإن العقل والفكر له مشارق ومغارب ويذهب بصاحب الأوهام والوساوس مذهباً بعيداً ، وذلك إذا أعطاه أكثر من ينبغي له فعله ، ولهذا كان حكماء اليونان إذا أرادوا أن يعالجوا أحداً مما ابتلي به من الأمراض النفسية والأوهام يجبرونه على العمل بالفلاحة في البساتين والحدائق ، فما يمرّ وقت وجيز إلا وقد عادت إليه صحته وعافيته ، ولم يُهمل العمل في شرعنا الحكيم ولم يُقلّل من شأنه فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكفّ بها وجهه خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه )) أخرجه البخاري وأحمد وابن ماجه .
----- النقص قد يكون كمالاُ -----
أيها الطامحون إلى العلا والرفعة والمجد والسؤدد هل تعلمون أن النقص قد يكون هو الكمال وأن مركّب النقص هو مركّب الكمال ، فلو التفتنا قليلاً للوراء ، ونظرنا في حال كثير ممن برزوا في أحد المجالات العلمية نجد أنهم يعانون من نقص في بعض أعضائهم ولم يثنِ ذلك عزيمتهم عن طلب المجد ، فلو نظرنا لقامات من رؤوس الصحابة ورموزاً من رموزهم كابن عباس وقتادة والأعمش ويزيد بن هارون لوجدنا أنهم أصابهم العمى في حياتهم ، ولو نظرنا إلى أبي حنيفة وعطاء وسعيد بن جبير والبخاري والترمذي والحسن البصري لوجدنا أنهم موالي ، وحتى لو نظرنا في بعض المعاصرين الأفذاذ لوجدنا أنهم أصابهم عاهات كمحمد بن ابراهيم ، وابن باز ، وعبدالله بن حميد وغيرهم ، وهذا لم يردّهم عن المطلوب ، فحققوا ماأرادوا ونفعوا واستفادوا وأحسنوا وأجادوا ، فلله درّهم ، وبعضهم لو كان سليماً معافى لربما ماحقق الذي حقّقه من تميّز ونجاح وغنيمة وفلاح . . . والله الموفق .
----- نورٌ فوقه نور -----
اعلم أخي الكريم أن الله يُعطي من النور للمسلم بقدر ايمانه ويقينه وصدقه واعتماده على الله عز وجل ، وأسعد الناس بهذا النور من طلب الهداية بقلب لايلتفت إلى غيرها , ولا ينشُد سواها يقيناً ورغبة ، ولهذا ذكر شيخ الإسلام بن تيميّة رحمه الله أن رجلاً من احدى الفرق الصوفية وهي (البطائحية) قال له ذات مرّة : " مالكم ياابن تيّمية اذا جئنا إليكم ــ يعني بذلك أهل السنة ــ هلكت وبارت كرامتنا ، وإذا ذهبنا إلى التتار والمغول ظهرت كرامتنا ! ! ! فقال له ابن تيميّة : أتدري مامثلنا ومثلكم ومثل التتار ! ! أما نحن فخيول بيض وأنتم بُلق ــ أي لون مختلط فيه السواد والبياض ــ والتتار سود ، فالأبلق اذا دخل مع الخيل السود صار أبيضاً وإذا خالط البيض أصبح أسوداً ، فأنتم عندكم بقيّة من نور إذا دخلتم مع أهل الكفر ظهر هذا النور ، وإذا أتيتم إلينا ونحن أهل النور الأعظم والسنة ظهر سوادكم وظلامكم ، فهذا مثلُنا ومثلُكم ومثل التتار
----- لاتستهن بشهادة الناس لك -----
إن كثيراً من الناس هداهم الله من طائفة الشباب وغيرهم لايُعير لمن حوله اهتماماً ولا يهتم بما يذكرون عنه من صفات سلبية أو ايجابية ولا يهمّه ذلك ولا حتى يفّكر فيه ، وهذا منهجٌ منحرف وضلالٌ مبين وزلّة قدم لايُستهان بها ، فلو قيل لك على سبيل المثال : لن تدخل الجنة حتى يشهد لك الناس بالخير ، لكان البعض من هؤلاء يقول : هذا والله لن يُتصوّر وغير معقول . . . ولكن أقول لك إن الشرع المطهر يُثبت ذلك ويُقرّره ويحُث عليه ولا غرابة في ذلك فعند الشيخين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عندما مرت به جنازة فأُثنِي عليها خيراً فقال : ( وجبت وجبت وجبت ) .ثم مر عليه بأخرى فأثني عليها شراً فقال : ( وجبت وجبت وجبت ) . فقال عمر : فدىً لك أبي و أمي ، مرّ بجنازة فأثني عليها خير فقلت : ( وجبت وجبت وجبت ) و مر بجنازة فأثني عليها شر فقلت : ( وجبت وجبت وجبت ) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنّة ، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض )
ومن الحكم المشتهرة " أقلام الخلق ألسنة الحقّ " فهل نقدّر ذلك ونتفهمّه . . وفقكم الله لمرضاته .
كلمة صباحية مختارة للاذاعة المدرسية
اختر مما يلي كلمة تناسبك . . .
----- خير جليس في الزمان كتاب -----
إن من أسباب السعادة : الإنقطاع إلى مطالعة الكتاب وتسلية القلب بالقراءة فيما يعود بالنفع والمعرفة ويقود إلى الابداع والاطلاع على تجارب الآخرين عن طريق كلمات نقرأها لاتكلفنا شيئاً ونجد من الأدباء وعمالقة المصنّفين يوصون بالقراءة والمطالعة بوجه عام وبالكتاب بوجه خاص فيقول الجاحظ وهو : عمرو بن بحر الطائي عن الكتاب ، : " هو الجليس الذي لايطريك والصديق الذي لايغريك والرفيق الذي لايملُّك والمستميح الذي لايستريثك والجار الذي لايستبطيك والصاحب الذي لايريد استخراج ماعندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال عليك بالكذب " .
----- وقفة مع الخلفاء -----
مرض الصدّيق أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه فعادوه ، فقالوا له : ألا ندعو لك الطبيب ؟ فقال : " قد رآني الطبيب " فقالوا له : فأي شيء قال لك ؟ فقال رضي الله عنه قال : ((إني فعال لما أريد )) يقصد بذلك الله جل وتقدس .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " .
وقال رضي الله عنه : " أفضل عيشنا أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً " .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " ألا إن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قطع الرأس بار الجسم ــ أي هلك ــ ثم رفع صوته فقال : ( إنه لاايمان لمن لاصبر له ) وقال : " الصبر مطية لاتكبو " .
----- مرض يورث عاقبة -----
يروى أن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله زار المحدث العلم محدث الأندلس ( بقيّ بن مخلّد ) في مرض له فقال له : " ياأبا عبدالرحمن أبشر بثواب الله ، أيام الصحة لاسقم فيها وأيام السقم لاصحة فيها " . أي : أن الأيام التي يصحّ بها الانسان لايعرض المرض فيها بالبال ، فيعيش بالآمال والطموح وتشتد رغبته في الحياة والعكس بالعكس . . الأيام التي يمرض فيها الإنسان لاتخطر له الصحة فيها ببال وتنقبض فيها الهمم ويفقد فيها الانسان الأمل فيعيش تعلوه الكآبة ويضيق عليه بعض الأمور وهذا أخبر الله عنه بقوله جل ذكره : (( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرحٌ فخور * إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجرُ كبير )) .
----- قصة داعية -----
سكن داعية مسلم شهير مدينة ميونخ الألمانية ، وعند مدخل المدينة توجد لوحة اعلانات كبيرة جداً مكتوب عليها بالألمانية : " أنت لاتعرف كفرات يوكوهاما " ففكر هذا الداعيةُ أن ينصب يدعو بها إلى الإسلام وفعلاً تحقق له ذلك فنصب هذا الداعية لوحة كبرى بجانب هذه اللوحة كتب عليها : " أنت لاتعرف عن الإسلام ، إن أردت معرفته فاتصل بنا على هاتف كذا وكذا " ثم بعد ذلك انهالت عليه الإتصالات من كل حدب وصوب حتى أسلم على يديه في سنة واحدة قرابة مئة ألف " الله أكبر انها الهمم من رجال دخلوا في الإسلام حديثاً فأين أنتم ياأبناء الإسلام ، يامن ولدتم وترعرعتم فيه ونالكم احسانه ومعروفه وأياديه .
----- الإيمان أعظم دواء -----
يقول أبرز أطباء النفس كارل جائغ في كتابه [ الإنسان الحديث في بحثه عن الروح ] : " خلال السنوات الثلاثين الماضية جاء أشخاص من جميع أقطار العالم لاستشارتي ، وقد عالجت مئات المرضى ، ومعظمهم في منتصف مرحلة الحياة ، أي فوق الخامسة والثلاثين من العمر ، ولم يكن بينهم من لاتعود مشكلته إلى ايجاد ملجأ ديني يتطلّع من خلاله إلى الحياة ، وباستطاعتي أن أقول : أن كلاً منهم مرض لأنه فقد مامنحه الدين للمؤمنين ، ولم يشف من لايستعِد ايمانه الحقيقي " انتهى كلامه وانظر إلى قوله : " ولم يكن بينهم من لاتعود مشكلته إلى ايجاد ملجأ ديني يتطلّع من خلاله إلى الحياة " . . ايها الإخوة الكرام الدين والإيمان بالله وباأقداره هو المنجى الوحيد والباب السعيد للخروج من أزمات الحياة قطعاً لاريب ولا شك فيه ، يقول الرب جل وعلا : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )) .
----- الاستغفار يفك الأغلال ويفتح الأقفال -----
ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم : (( لايقضي الله للعبد قضاءً إلا كان خيراً له )) ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم هذا كائنٌ على الإطلاق فاعلم أن أي قضاءٍ وقدر ٍ قدره الله عليك إنما هو في رصيدك وليس ضدك حتماً ، وقد قيل لابن تيمية في القضاء حتى المعصية ــ أي خيرــ ؟ قال : " نعم ، إذا كان معها التوبة والندم والإستغفار والإنكسار " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " رواه مسلم .
يقول العالم الرباني ابن تيمية رحمه الله : " إن المسألة لتغلق عليّ ، فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل فيفتحها الله علي " فالإستغفار باب لكل رزق وهدى وعلم ومعرفة وعمل صالح وباب للخير كله لك وللغير .
----- من كلمات الشيخ عائض القرني وفقه الله -----
" راحة المؤمن غفلة ــ أي عن الهم ــ والفراغ قاتل ، والعطالة بطالة ، وأكثر الناس هموماً وغموماً وكدراً العاطلون الفارغون ، والأراجيف والهواجس رأس مال المفاليس من العمل الجاد المثمر ، فتحرك واعمل ، وزاول وطالع ، واتلُ وسبّح ، واكتب وزُرْ ، واستفد من وقتك ، ولا تجعل دقيقة للفراغ .
إنك يوم تفرغْ . . يدخل عليك الهم والغم والهاجس والوساوس , وتصبح ميداناً لألاعيب الشيطان " فلا تكن كما قال الشاعر :
فلم يطرق من الخيرات بابٌ * ولم يرقى إلى بعض المعالي
وصيّر للجهالة كــــل دربٍ * وصار بهيمة في كل حــــالِ
حاشاكم جميعاً أن تكونوا كما ذكر الشاعر وفقكم الله لكل مطلوب ووهب لكم كل مرغوب وصرف عنكم الأشرار والكروب .
----- نبذة عن عالِم قيادي -----
هو من العلماء الجهابذة والقادة الفاتحين رحل إلى المدينة في الثامنة عشر من عمره ، وسمع من الإمام مالك كتاب " الموطأ " ثم رجل إلى العراق درس على محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة ثم رحل إلى مصر وبعدها رجع إلى بلدته " القيروان " وتولى منصب القضاء ، وفي عام 212 هـ ولاه أمير القيروان قيادة الجيش الإسلامي المتوجه إلى صقلية ــ وهي جزيرة قرب ايطاليا ــ فلما خرج الجيش خرج الناس يودّعونه في موكب عظيم حاشد ، فلما رأى الناس خلفه وأمامه خطبهم فقال : ( يامعشر الناس لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، والله ماولِي ألي أبٌ ولا جدّ ولاية قطّ ، ولا أحدٌ من سلفي رأى هذا قطّ ــ يقصد الإحترام والتكريم ــ ومارأيت ماترون إلا بالأقلام ــ أي بالعلم ــ فأجهدوا أنفسكم وأتعبوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه ، واصبروا على شدّته فإنكم تنالون به خيري الدنيا والآخرة ) أما عرفتم من هو ؟
هو فاتح صقلية " أسد بن الفرات " رحمه الله القائد المحنّك والبطل النحرير .
----- طلب الرزق من دون حرص -----
اعلموا معشر الشباب أن الله تكفّل لك مخلوق برزقه سواءً كان صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى حيواناً كان أم انساناً فهو سبحانه أعطى الرزاق المتين الحق المبين قال جل ذكره : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) فأعطى الأسماك ــ سبحانه ــ رزقها في الماء والطائر في الهواء والنملة في الظلماء والحيّة بين الصخور الصمّاء ، وذكر الإمام الطبري في تفسيره عن زكريا ومريم عليهما السلام وذلك في قول الله تعالى على لسان زكريا : (( قال يامريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب )) أن زكريا عليه السلام كان يأتي إلى مريم بعد أن يَقفل عليها سبعة أبواب فيجد عندها فاكهة الشتاء في وقت الصيف وفاكهة الصيف في وقت الشتاء ، فيتعجّب من ذلك ويقول : ( يامريم أنّى لك هذا ) فتقول : ( هو من عند الله ) . . وصدق رسول الله حين قال : " إن روح القُدُس نفث في روعي إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " وبالله التوفيق .
----- كلمة فاسقٍ نفعت تقياً -----
يقول الإمام أحمد عن المحنة والفتنة التي مرّ بها وهي فتنة ( القول بخلق القرآن ) : " كلمتان نفعني الله بهما في المحنة :
* الأولى لرجل حُبس في شرب الخمر ، فقال : " ياأحمد ، اثبت فإنك تُجلد في السنة ، وأنا جُلدت في الخمر مراراً ، وقد صبرت " فصار الحال مشابهاً لقوله تعالى : (( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون )) .
* والثانية لرجل من أهل البادية قال للإمام أحمد ، والإمام قد أُخذ إلى الحبس وهو مقيّد بالسلاسل : ياأحمد ، اصبر ، فإنما تُقتل من هنا ، وتدخل الجنة من هُنا ، فكان لسان حاله كقوله تعالى : (( يُبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم )) .
----- من فوائد المصائب -----
كتب الشيخ عائض القرني في كتابه ( لاتحزن ) عن فوائد المصائب فقال :
" من فوائد المصائب استخراج مكنون عبودية الدعاء ، قال أحدهم : " سبحان من استخرج الدعاء بالبلاء " ، وذكروا في الأثر : أن الله ابتلى عبداً صالحاً من عباده وقال لملائكته : " لأسمع صوته " يعني بالدعاء والإلحاح ، ومنها : كسر جماح النفس وغيّها ، لأن الله يقول : ((كلاّ إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى))
ومنها : عطف الناس وحبهم ودعاؤهم للمصاب ، فإن الناس يتضامنون ويتعاطفون مع من أُصيب ومن ابتُلي ، ومنها : صرف ماهو أعظم من تلك المصيبة فإنها صغيرة بالنسبة لأكبر منها ، ثمّ هي كفارة للذنوب والخطايا ، وأجرٌ عند الله ومثوبة ، فإذا علم العبد أن هذه ثمار المصيبة أنِس بها وارتاح ولم وينزعج ويقنط وصدق الشاعر حين قال :
فكم حاز الصبور كثير جاهٍ * وكم خار الكسول فليس يجرأ
وكم طلب المثابر رأس أمرٍ * فحاز الأمر وابتهجَ وسُــــرّا .
----- فضل انتظار الفرج -----
أورد الترمذي في صحيحه حديث : " أفضل العبادة انتظار الفرج " وذكر أن هذا الحديث رواه أبو نُعيم وقال الترمذي : " حديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح " وعلى كل حال فقد رواه الطبراني في المعجم الكبير أيضاً ، وقال العجلوني : " صحح ابن حجر اسناده في بعض حواشيه " ويجب أيها الأخوة الكرام أن نعلم أن الفرج موصولٌ بالشدة فقد قالت العرب " الحبل اذا اشتدّ انقطع " هذا أمرٌ مقررّ عند العقلاء ويؤيد ذلك الحديث الصحيح الذي ذكره ابن عباس رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) فلا يتذمّر الواحد منّا حين المصيبة أيها العُقلاء حتى لايذهب الأجر والجزاء ، فإن الحياة لايمكن أن تكون كلّها رخاء ، وإن البلوى عامة للجنس البشري مسلمهم وكافرهم ومن أركان الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره ، ولن يقبل الله من المسلم صرفاً ولا عدلاً ولا قولاً حتى يؤمن بالقدر فهل نقدّر ذلك معشر الشباب وصدق القائل حين قال :
فإن الحادثات وإن تناهت * لموصول بها فرج قريبُ
----- قواعد في السعادة -----
إن السعادة مطلب بشري يسعى له الجميع ويحثّ له الخطى كل من الكبير والصغير والرفيع والحقير والكثير الكثير من بني الإنسان حتى الحيوان ــ أكرمكم الله ــ يسعى إلى السعادة فالكل محتاج إلى هذه الكلمة سواء كانت سعادة وقتيّة أو أبدية سرمدية وهنا لابد لطالب السعادة أن يأخذ بالمفاتيح الآتية التي لاغنى عنها ولا تستجلب السعادة إلا بها :
* أولاُ : الإيمان بالله أولاُ فهو عنوان الحياة الطيبة
* ثانياُ : العمل الصالح هو خير ماتُستجلب به السعادة فإن المسلم لابد له من العمل فإن العمل يقضي على السلبيات التي تغزو الإنسان في جميع أحواله .
* ثالثاُ : النسيان للماضي هو من أهم ركائز السعادة فإن التفكير في الماضي سواء كان ذلك الشيء كبيراً أو صغيراً هو من أكبر التي تُشقي الإنسان وتركه أو علاجه هو أمرٌ متحتم لازم لمن يبتغي السعادة في دينه ودنياه .
* رابعاُ : الرضا بالقدر والتسليم للخالق حين وقوع المصيبة وبعدها
* خامساُ : تذكّر أنك عندما تُبتلى أن أناساُ غيرك أشدّ منك بلاء . . . فاقنع ولا تُكثر الشكوى هداك الله للتقوى . وبالله التوفيق , , , .
----- إلى متى قلّة الإطلاع والتأمل -----
أيها الأخوة الأكارم : إننا في هذه الأيام أصلح الله أحوالنا جميعاً نعيش في مجتمع لايهتمّ بالإطلاع كثيراً ولا بالتأمل في كثير من المعارف والعلوم وإن مما يشرح الصدر كثرة المعرفة ، وغزارة المادة العلمية ، واتساع الثقافة ، وعُمق الفكر ، وبُعد النظرة والإبحار في فهم الأمور وتفحّص الأشياء وادراك المقاصد واكتشاف الحقائق ، فلهذا تجدون العالم رحبُ الصدر وواسع البال ومطمئن النفس وطيّب الخاطر .
وقلّ أن ينال ذلك غير العالِم لأنه ينظر للأمور بعقلانية وتفكير ورويّة وحسن تدبير ، وحصر الله سبحانه وتعالى خشيته في العلماء فقط فقال : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء . . )) الآية وأداة " إنما " للحصر النافي لغيره ، أي أن الجهّال والعوامّ من الناس لايخشون الله حقّ الخشية ولا يعرفونه حق المعرفة ، فلهذا كان جزاؤهم أعظم ونهج طريقهم أكرم ، وأمر الإطلاع شأنه يسير ، يحتاج إلى هواية وحب وتعلّقٌ للقلب بما يريد الإطلاع عليه وفَرَحٍ بالنتائح التي تُجتنى من ذلك الإطلاع ، وهنا تبدأ بذرة الإطلاع والمعرفة تنمو في قلب المُطّلع وصاحب المعرفة فيكون ذلك سبيلاً للإبداع والتميّز . والله أعلم , , , .
----- اسمع كيف كانوا يعيشون ؟ -----
في يوم من أيام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كان علي بن أبي طالب مع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيّد ولد آدم في الصباح الباكر ، فيبحث مع فاطمة رضي الله عنها وأرضاها عن طعام في البيت فلم يجدان شيئاً ، فيرتدي فرواً على جسمه من شدّة البرد ويخرج ويتلمّس ويبحث في أطراف المدينة ، ويتذكّر يهودياً عنده مزرعة ، فيقتحم عليٌّ عليه باب المزرعة ، فلمّا رأى ذلك اليهودي قال له : هلّ لك أن تُخرج لي من البئر كلّ غِربٍ بتمرة ــ أي كلّ دلو تخرجه بتمرة ــ فرضي عليّ رضي الله عنه بهذا العمل الزهيد ، وعمِل نهار ذلك اليوم فلما انتهى وأخذ تلك التمرات رجع من حيث أتى ولقِي في طريقه النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه من تلك التمرات ، ثمّ مكث يأكل من التمرات هو وفاطمة ذلك اليوم ، فهكذا كان عيشهم أيها الشباب ، فكم يتوفر من الغذاء والدواء والماء عندنا ومع ذلك يقصّر الكثير منّا في عبادة مولاه وأداء حقوق من سواه .
----- علاج نافع لكثير من الأوهام -----
قد يستغرب البعض منّا إذا كانت لديه مشكلة نفسيّة في نظره أن نقول له : قم لكي نعمل أو لكي نلعب أو لكي نمشي أو نحو ذلك مما فيه ارهاق للبدن نوعاً ما ، ولكن أثبت الطب الحديث أن العمل من أكبر مقومات النفس لدى الإنسان لأنه يبني شخصيته ويتحرر من القيود الفكرية المثبّطة ، ويجعل الشخص متحكماً في ارادته ويقودها بزمامها لكي لاتقوده هي بطريقتها الأمّارة بالسوء ، وماأتت الحكمة المتداولة بيننا وبين الناس على الدوام من فراغ وهي قولك : " العقل السليم في الجسم السليم " فإن العقل والفكر له مشارق ومغارب ويذهب بصاحب الأوهام والوساوس مذهباً بعيداً ، وذلك إذا أعطاه أكثر من ينبغي له فعله ، ولهذا كان حكماء اليونان إذا أرادوا أن يعالجوا أحداً مما ابتلي به من الأمراض النفسية والأوهام يجبرونه على العمل بالفلاحة في البساتين والحدائق ، فما يمرّ وقت وجيز إلا وقد عادت إليه صحته وعافيته ، ولم يُهمل العمل في شرعنا الحكيم ولم يُقلّل من شأنه فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكفّ بها وجهه خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه )) أخرجه البخاري وأحمد وابن ماجه .
----- النقص قد يكون كمالاُ -----
أيها الطامحون إلى العلا والرفعة والمجد والسؤدد هل تعلمون أن النقص قد يكون هو الكمال وأن مركّب النقص هو مركّب الكمال ، فلو التفتنا قليلاً للوراء ، ونظرنا في حال كثير ممن برزوا في أحد المجالات العلمية نجد أنهم يعانون من نقص في بعض أعضائهم ولم يثنِ ذلك عزيمتهم عن طلب المجد ، فلو نظرنا لقامات من رؤوس الصحابة ورموزاً من رموزهم كابن عباس وقتادة والأعمش ويزيد بن هارون لوجدنا أنهم أصابهم العمى في حياتهم ، ولو نظرنا إلى أبي حنيفة وعطاء وسعيد بن جبير والبخاري والترمذي والحسن البصري لوجدنا أنهم موالي ، وحتى لو نظرنا في بعض المعاصرين الأفذاذ لوجدنا أنهم أصابهم عاهات كمحمد بن ابراهيم ، وابن باز ، وعبدالله بن حميد وغيرهم ، وهذا لم يردّهم عن المطلوب ، فحققوا ماأرادوا ونفعوا واستفادوا وأحسنوا وأجادوا ، فلله درّهم ، وبعضهم لو كان سليماً معافى لربما ماحقق الذي حقّقه من تميّز ونجاح وغنيمة وفلاح . . . والله الموفق .
----- نورٌ فوقه نور -----
اعلم أخي الكريم أن الله يُعطي من النور للمسلم بقدر ايمانه ويقينه وصدقه واعتماده على الله عز وجل ، وأسعد الناس بهذا النور من طلب الهداية بقلب لايلتفت إلى غيرها , ولا ينشُد سواها يقيناً ورغبة ، ولهذا ذكر شيخ الإسلام بن تيميّة رحمه الله أن رجلاً من احدى الفرق الصوفية وهي (البطائحية) قال له ذات مرّة : " مالكم ياابن تيّمية اذا جئنا إليكم ــ يعني بذلك أهل السنة ــ هلكت وبارت كرامتنا ، وإذا ذهبنا إلى التتار والمغول ظهرت كرامتنا ! ! ! فقال له ابن تيميّة : أتدري مامثلنا ومثلكم ومثل التتار ! ! أما نحن فخيول بيض وأنتم بُلق ــ أي لون مختلط فيه السواد والبياض ــ والتتار سود ، فالأبلق اذا دخل مع الخيل السود صار أبيضاً وإذا خالط البيض أصبح أسوداً ، فأنتم عندكم بقيّة من نور إذا دخلتم مع أهل الكفر ظهر هذا النور ، وإذا أتيتم إلينا ونحن أهل النور الأعظم والسنة ظهر سوادكم وظلامكم ، فهذا مثلُنا ومثلُكم ومثل التتار
----- لاتستهن بشهادة الناس لك -----
إن كثيراً من الناس هداهم الله من طائفة الشباب وغيرهم لايُعير لمن حوله اهتماماً ولا يهتم بما يذكرون عنه من صفات سلبية أو ايجابية ولا يهمّه ذلك ولا حتى يفّكر فيه ، وهذا منهجٌ منحرف وضلالٌ مبين وزلّة قدم لايُستهان بها ، فلو قيل لك على سبيل المثال : لن تدخل الجنة حتى يشهد لك الناس بالخير ، لكان البعض من هؤلاء يقول : هذا والله لن يُتصوّر وغير معقول . . . ولكن أقول لك إن الشرع المطهر يُثبت ذلك ويُقرّره ويحُث عليه ولا غرابة في ذلك فعند الشيخين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عندما مرت به جنازة فأُثنِي عليها خيراً فقال : ( وجبت وجبت وجبت ) .ثم مر عليه بأخرى فأثني عليها شراً فقال : ( وجبت وجبت وجبت ) . فقال عمر : فدىً لك أبي و أمي ، مرّ بجنازة فأثني عليها خير فقلت : ( وجبت وجبت وجبت ) و مر بجنازة فأثني عليها شر فقلت : ( وجبت وجبت وجبت ) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنّة ، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض )
ومن الحكم المشتهرة " أقلام الخلق ألسنة الحقّ " فهل نقدّر ذلك ونتفهمّه . . وفقكم الله لمرضاته .