عاشق الرومانسية
01-14-2018, 11:14 AM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/51kalimat1.com.png
كلمة و فقرة عن اللسان و الكلمة الطيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المَحمود على كلِّ حال، الدائِم الباقي بلا زوال، الموجِد خلقَه على غيرِ مِثال، العالم بعدَد القطر وأمواج البَحر وذرّات الرِّمال، لا يعزُب عنه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء ولا تحت أطباق الجِبال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عالم الغيب والشهادة الكبير المتَعال، وأشهَد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى صحبه وآله خير آل، صلاةً دائمة بالغدوّ والآصال. أما بعد:
لكلٍ منا لسان خلقه الله لنا لنستعمله في الخير، ونبتعد به عن كل شر.
وقد خصصنا هذا اليوم ( ) الموافق ( ) من شهر ( ) لعام ( ) للحديث عن "اللسان النظيف" فهل تعرفون هذا اللسان؟!!.
نبدأ بالقرآن الكريم
القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 12، 13].
ثاني فقراتنا الحديث الشريف
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله يتكلم بكلام فصل لا هزر ولا نزر، ويكره الثرثرة في الكلام والتشدّق فيه". متفق عليه.
نصل إلى كلمتنا الصباحية لهذا اليوم:
المنهيات في اللسان
♦ النهي عن شهادة الزور، والنهي عن قذف المحصنة، والنهي عن قذف البريء وعن البهتان، والنهي عن الهمز والتنابز بالألقاب والغيبة والنميمة والسخرية بالمسلمين، وعن التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب، وعن السباب والشتم والفحش والخنا والبذاءة، وكذلك الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم.
♦ النهي عن الكذب ومن أشده الكذب في المنام، مثل اختلاق الرؤى والمنامات لتحصيل فضيلة أو كسب مادي، أو تخويفًا لمن بينه وبينهم عداوة، ومن عقوبته أن يكلف يوم القيامة بأمر مستحيل، وهو أن يعقد بين شعيرتين.
♦ النهي أن يزكي المرء نفسه، وعن النجوى؛ فلا يتناجى اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه، وعن التناجي بالإثم والعدوان، وعن لعن المؤمن ولعن من لا يستحق اللعن.
♦ النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك رفع الصوت فوق صوت القارئ للحديث، وكذلك رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم والنهي عن سب الأموات، وسب الديك لأنه يوقظ للصلاة، وسب الريح لأنها مأمورة، وسب الحمى لأنها تنفي الذنوب، وسب الشيطان لأنه يتعاظم، والمفيد هو الاستعاذة بالله من شره، والنهي عن الدعاء بالموت أو تمنيه لضر نزل به، وعن الدعاء على النفس والأولاد والخدم والأموال.
♦ النهي عن تسمية العنب كرْمًا؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن الخمر تدعو إلى الكرم، والنهي أن يقول الرجل خبثت نفسي، وأن يقول نسيت آية كذا، وإنما يقول أنسيت، ولا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، بل يعزم في الدعاء والمسألة.
♦ النهي عن إطلاق لفظة سيد على المنافق وعن التقبيح، وخاصة تقبيح الزوج زوجته (مثل أن يقول قبحك الله) وعن قول راعنًا، وعن السؤال قبل السلام، والنهي عن التمادح.
احذر أن يتكلم لسانك بالكذب، ومع هذه القصة:
عاقبة الكذب
هذه الحكاية واقعية حصلت لشاب.
كان هذا الشاب من الشباب المترف لا يعرف الصحيح من الخطأ، وكان الكذب هو أسلوبه الوحيد لينجو من أية ورطة يقع فيها.
وفي ذات يوم، كان هذا الشاب يقود سيارته بسرعة جنونية.
أمسك به الشرطي فأوقفه.
ولكنه أراد كالعادة أن يتهرب من المأزق، فماذا فعل هذا الشاب؟
قال للشرطي الذي أمسك به: اتركني أرجوك، أنا ذاهب إلى البيت لأن أمي مريضة جدًا وعلى فراش الموت، ولذلك كنت مسرعًا.
فصدقه الشرطي لطيب قلبه وتركه في حال سبيله. وذهب الشاب إلى المنزل ليجد أن أمه قد دخلت المستشفى، وهي في حالة خطرة، على الرغم من أن أمه لم تكن مريضة عندما تركها، ولكن ليعاقبه الله على كذبه.
ومنذ ذلك اليوم، أقلع الشاب عن الكذب، ولم يكذب طوال حياته.
اجعل لسانك نظيفًا بالكلمة الطيبة:
الكلمة الطيبة
أحبتي في الله..
كما تعلمون جميعًا أن النفس مجبولة على من أحسن إليها، والإحسان قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل.
والإنسان يعشق كل كلام جميل، ويبغض صاحب الظل الثقيل؛ فالكلام الجميل صدقة، كما أن البسمة صدقة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» رواه الترمذي.
فالكلمة الطيبة كلها خير، وعاقبتها إلى خير.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ويعجبني الفأل» متفق عليه. والفأل: هي الكلمة الطيبة يقولها الإنسان في وجه أخيه، فتزيد ثقته بالله، وتقوي روحه بإذن الله.
فيجب على الإنسان المسلم ألا يقول إلا خيرًا.. من أمرٍ بالمعروف، أو نهي عن المنكر، أو دعوة إلى الخير، أو مساعدة محتاج؛ فإن الله يجازي على الإحسان إحسانًا، وعلى الذنب عفوًا وغفرانًا، وهو اللطيف الخبير.
اللسان النظيف يؤثر كلمات الصفح والعفو، ومع هذه الفقرة:
أثر الصفح والعفو
ذهب فضالة بن عمير الليثي قاصدًا قتل النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء طوافه بالبيت، فلما دنا منه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أفضالة؟!». قال: نعم فضالة يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وسلم: «ماذا كنت تحدث به نفسك؟»
قال: لا شيء، كنت أذكر الله.
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: «أستغفر الله».
ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فما كان من فضالة إلا أن قال: "والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله أحب إلىَّ منه".
وأسلم فضالة بهذا الصفح الكريم، وزالت من قلبه العداوة، وحلت محلها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللسان النظيف خلق يتربى عليه منذ الصغر، ومع هذه القصة:
ولكن رب عمر يرانا
في إحدى الليالي، خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه خادمه أسلم، ومشيا في طرقات المدينة للاطمئنان على أحوال الناس.
وبعد مدة شعرا بالتعب من كثرة المشي، فوقفا يستريحان بجوار أحد البيوت، فسمعا صوت امرأة عجوز - داخل هذا البيت - تقول لابنتها: امذقي اللبن بالماء،وذلك ليصبح كثيرًا، وتبيعه للناس مغشوشًا، فتكسب مالاً أكثر، فرفضت البنت أن تغش اللبن بالماء، وقالت لأمها: إن أمير المؤمنين نهى أن يخلط اللبن بالماء، وأرسل مناديًا ليخبر الناس بذلك.
فألحت الأم في طلبها، وقالت لابنتها: أين عمر الآن؟! إنه لا يرانا.
فقالت البنت المؤمنة الأمينة: ولكن رب عمر يرانا يا أمي.
فسر أمير المؤمنين بما سمعه من هذه الفتاة، وأعجب بإيمانها وأمانتها.
وفي الصباح سأل عنها فعلم أنها أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله الثقفي، وعرف أنها غير متزوجة، فزوجها لابنه عاصم، وبارك الله لهما في ذريتهما الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام فقراتنا التي خصصناها عن اللسان النظيف، ونسأل الله أن يجعل ألسنتنا نظيفة من الكذب والغيبة والنميمة، وأن يجعلها مشتغلة بالذكر والتلاوة والمحبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة و فقرة عن اللسان و الكلمة الطيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المَحمود على كلِّ حال، الدائِم الباقي بلا زوال، الموجِد خلقَه على غيرِ مِثال، العالم بعدَد القطر وأمواج البَحر وذرّات الرِّمال، لا يعزُب عنه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء ولا تحت أطباق الجِبال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عالم الغيب والشهادة الكبير المتَعال، وأشهَد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى صحبه وآله خير آل، صلاةً دائمة بالغدوّ والآصال. أما بعد:
لكلٍ منا لسان خلقه الله لنا لنستعمله في الخير، ونبتعد به عن كل شر.
وقد خصصنا هذا اليوم ( ) الموافق ( ) من شهر ( ) لعام ( ) للحديث عن "اللسان النظيف" فهل تعرفون هذا اللسان؟!!.
نبدأ بالقرآن الكريم
القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 12، 13].
ثاني فقراتنا الحديث الشريف
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله يتكلم بكلام فصل لا هزر ولا نزر، ويكره الثرثرة في الكلام والتشدّق فيه". متفق عليه.
نصل إلى كلمتنا الصباحية لهذا اليوم:
المنهيات في اللسان
♦ النهي عن شهادة الزور، والنهي عن قذف المحصنة، والنهي عن قذف البريء وعن البهتان، والنهي عن الهمز والتنابز بالألقاب والغيبة والنميمة والسخرية بالمسلمين، وعن التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب، وعن السباب والشتم والفحش والخنا والبذاءة، وكذلك الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم.
♦ النهي عن الكذب ومن أشده الكذب في المنام، مثل اختلاق الرؤى والمنامات لتحصيل فضيلة أو كسب مادي، أو تخويفًا لمن بينه وبينهم عداوة، ومن عقوبته أن يكلف يوم القيامة بأمر مستحيل، وهو أن يعقد بين شعيرتين.
♦ النهي أن يزكي المرء نفسه، وعن النجوى؛ فلا يتناجى اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه، وعن التناجي بالإثم والعدوان، وعن لعن المؤمن ولعن من لا يستحق اللعن.
♦ النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك رفع الصوت فوق صوت القارئ للحديث، وكذلك رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم والنهي عن سب الأموات، وسب الديك لأنه يوقظ للصلاة، وسب الريح لأنها مأمورة، وسب الحمى لأنها تنفي الذنوب، وسب الشيطان لأنه يتعاظم، والمفيد هو الاستعاذة بالله من شره، والنهي عن الدعاء بالموت أو تمنيه لضر نزل به، وعن الدعاء على النفس والأولاد والخدم والأموال.
♦ النهي عن تسمية العنب كرْمًا؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن الخمر تدعو إلى الكرم، والنهي أن يقول الرجل خبثت نفسي، وأن يقول نسيت آية كذا، وإنما يقول أنسيت، ولا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، بل يعزم في الدعاء والمسألة.
♦ النهي عن إطلاق لفظة سيد على المنافق وعن التقبيح، وخاصة تقبيح الزوج زوجته (مثل أن يقول قبحك الله) وعن قول راعنًا، وعن السؤال قبل السلام، والنهي عن التمادح.
احذر أن يتكلم لسانك بالكذب، ومع هذه القصة:
عاقبة الكذب
هذه الحكاية واقعية حصلت لشاب.
كان هذا الشاب من الشباب المترف لا يعرف الصحيح من الخطأ، وكان الكذب هو أسلوبه الوحيد لينجو من أية ورطة يقع فيها.
وفي ذات يوم، كان هذا الشاب يقود سيارته بسرعة جنونية.
أمسك به الشرطي فأوقفه.
ولكنه أراد كالعادة أن يتهرب من المأزق، فماذا فعل هذا الشاب؟
قال للشرطي الذي أمسك به: اتركني أرجوك، أنا ذاهب إلى البيت لأن أمي مريضة جدًا وعلى فراش الموت، ولذلك كنت مسرعًا.
فصدقه الشرطي لطيب قلبه وتركه في حال سبيله. وذهب الشاب إلى المنزل ليجد أن أمه قد دخلت المستشفى، وهي في حالة خطرة، على الرغم من أن أمه لم تكن مريضة عندما تركها، ولكن ليعاقبه الله على كذبه.
ومنذ ذلك اليوم، أقلع الشاب عن الكذب، ولم يكذب طوال حياته.
اجعل لسانك نظيفًا بالكلمة الطيبة:
الكلمة الطيبة
أحبتي في الله..
كما تعلمون جميعًا أن النفس مجبولة على من أحسن إليها، والإحسان قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل.
والإنسان يعشق كل كلام جميل، ويبغض صاحب الظل الثقيل؛ فالكلام الجميل صدقة، كما أن البسمة صدقة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» رواه الترمذي.
فالكلمة الطيبة كلها خير، وعاقبتها إلى خير.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ويعجبني الفأل» متفق عليه. والفأل: هي الكلمة الطيبة يقولها الإنسان في وجه أخيه، فتزيد ثقته بالله، وتقوي روحه بإذن الله.
فيجب على الإنسان المسلم ألا يقول إلا خيرًا.. من أمرٍ بالمعروف، أو نهي عن المنكر، أو دعوة إلى الخير، أو مساعدة محتاج؛ فإن الله يجازي على الإحسان إحسانًا، وعلى الذنب عفوًا وغفرانًا، وهو اللطيف الخبير.
اللسان النظيف يؤثر كلمات الصفح والعفو، ومع هذه الفقرة:
أثر الصفح والعفو
ذهب فضالة بن عمير الليثي قاصدًا قتل النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء طوافه بالبيت، فلما دنا منه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أفضالة؟!». قال: نعم فضالة يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وسلم: «ماذا كنت تحدث به نفسك؟»
قال: لا شيء، كنت أذكر الله.
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: «أستغفر الله».
ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فما كان من فضالة إلا أن قال: "والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله أحب إلىَّ منه".
وأسلم فضالة بهذا الصفح الكريم، وزالت من قلبه العداوة، وحلت محلها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللسان النظيف خلق يتربى عليه منذ الصغر، ومع هذه القصة:
ولكن رب عمر يرانا
في إحدى الليالي، خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه خادمه أسلم، ومشيا في طرقات المدينة للاطمئنان على أحوال الناس.
وبعد مدة شعرا بالتعب من كثرة المشي، فوقفا يستريحان بجوار أحد البيوت، فسمعا صوت امرأة عجوز - داخل هذا البيت - تقول لابنتها: امذقي اللبن بالماء،وذلك ليصبح كثيرًا، وتبيعه للناس مغشوشًا، فتكسب مالاً أكثر، فرفضت البنت أن تغش اللبن بالماء، وقالت لأمها: إن أمير المؤمنين نهى أن يخلط اللبن بالماء، وأرسل مناديًا ليخبر الناس بذلك.
فألحت الأم في طلبها، وقالت لابنتها: أين عمر الآن؟! إنه لا يرانا.
فقالت البنت المؤمنة الأمينة: ولكن رب عمر يرانا يا أمي.
فسر أمير المؤمنين بما سمعه من هذه الفتاة، وأعجب بإيمانها وأمانتها.
وفي الصباح سأل عنها فعلم أنها أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله الثقفي، وعرف أنها غير متزوجة، فزوجها لابنه عاصم، وبارك الله لهما في ذريتهما الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام فقراتنا التي خصصناها عن اللسان النظيف، ونسأل الله أن يجعل ألسنتنا نظيفة من الكذب والغيبة والنميمة، وأن يجعلها مشتغلة بالذكر والتلاوة والمحبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته