المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذاعة مدرسية عن الدروس الخصوصية للطلاب


عاشق الرومانسية
01-14-2018, 03:28 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/72kalimat1.com.png
مقدمة وخاتمة مع كلمة وفقرة عن الدروس الخصوصية..

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي استخلص الحمد لنفسه، واستوجبه على جميع خلقه، الذي ناصية كل شيء بيديه، ومصير كل شيء إليه، القوي في سلطانه، اللطيف في جبروته، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، خالق الخلائق بقدرته، ومسخّرهم بمشيئته، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم صفوته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله بالمعروف آمرًا، وعن المنكر ناهيًا، وإلى الحق داعيًا. أما بعد:
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الدروس الخصوصية، وأصبحت لا تكاد تخلو من بيت.

ونحن في هذا اليوم ( ) الموافق ( ) من شهر ( ) لعام ( ) معكم للحديث حول موضوع الدروس الخصوصية.

نبدأ بالقرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى:
﴿ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا * إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 52 - 54].

ونأخذ قبسًا من الحديث الشريف:
الحديث
عن أبي سلمة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هادم اللذات" يعني: الموت. رواه الترمذي.

ونصل إلى كلمتنا الصباحية:
ظاهرة الدروس الخصوصية
انتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية في كافة المراحل الدراسية، لا سيما وأن الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة كانت - سابقًا - تقتصر على المرحلة الثانوية فقط؛ بسبب رغبة الطلاب وأولياء أمورهم في الحصول على درجات، تؤهلهم لدخول أرقى الجامعات.

وطبعًا؛ ليس كل أولياء الأمور باستطاعتهم توفير الدروس الخصوصية لأبنائهم. وهذا يعتمد على دخل المواطن، حيث توجد عوائل لا تستطيع توفير نعمة التعليم لأولادهم، بسبب ضعف المستوى المعيشي لتلك العائلة.

أما الآن فأصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية تغزو جميع المراحل التعليمية - على حد سواء - من المرحلة الابتدائية، حتى المرحلة المتوسطة. وأصبحت همًا يضاف إلى هموم العوائل أن الطالب الذي يكون مستواه الدراسي ضعيفًا، يضطر إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية، من أجل الحصول على النجاح.

أما الطالب المتفوق فيستعين بها من أجل الحصول على التميز، وهذا حق مشروع لكل منهم، ولكن المشكلة أن الدروس الخصوصية - خلال السنوات الأخيرة - دخلت عالم البورصة، وأصبحت أسعارها خيالية على الرغم من تحسن رواتب المدرسين والمعلمين، مقارنة بالسابق. وهنالك أسئلة تطرح نفسها في هذه المشكلة.

لماذا الدروس الخصوصية أصلاً؟

وما هي الأسباب التي جعلت الطالب يسلك طريق الدروس الخصوصية؟

ولماذا لا يتم محاسبة المدرسين الذين يقومون بإعطاء الدروس الخصوصية، وعرضهم للمساءلة القانونية؟

كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات شافية، لمعالجة هذه الظاهرة التي استفحلت مؤخرًا. إحدى المدرسات تقول: السبب في كثرة الدروس الخصوصية يعود إلى عدم متابعة الأهل للطالب، بسبب انشغالهم بهموم الحياة، وما حدث من ظروف قاسية. وتقول: إن الطالب في المرحلة النهائية تعد مصيرية له، فتراه يلجأ للدروس الخصوصية، لفهم المادة أكثر، وللحصول على أعلى الدرجات.

وتقول أخرى: إن التكنولوجيا الحديثة التي ظهرت هي السبب الأكبر في ازدياد ظاهرة الدروس الخصوصية، حيث انشغل الطالب بالهاتف النقال، والشبكة العنكبوتية، ونسى واجباته تجاه دراسته ومستقبله؛ فيلجأ إلى الدروس الخصوصية، كي يعوض ما فاته من فهم المادة.

وتضيف أخرى وتقول: إن السبب هو المدرس، لأن التدريس لم يكن بالصورة الصحيحة، ولا يغني الطالب عن الدروس الخصوصية.

ونقف مع هذا السؤال:
لماذا الدروس الخصوصية؟
ظاهرة الدروس الخصوصية ليست ظاهرة ترفيهية، أو أنها جاءت من غير دوافع حقيقية لتفشيها؛ بل إنها كغيرها من الظواهر الاجتماعية الناشئة، في ظل ظروف وأوضاع جديدة، تنتاب المنطقة بأكملها.

يقول الدكتور (حامد طاهر) أستاذ الفلسفة الإسلامية وعلم الأخلاق بجامعة القاهرة: إن ظاهرة الدروس الخصوصية هي مسؤولية ثلاثة عناصر: الأول: هو المدرس الذي لم يستطع توصيل المعلومة بصورة واضحة وسهلة للتلاميذ، والثاني: هو التلميذ الذي لم يفهم جيدًا، ويطالب ولي أمره بمساعدته بدرس خصوصي، أما العنصر الثالث: فهو ولي الأمر الذي يستجيب لرغبة الابن أو الابنة، ويتحمل نفقات الدروس الخصوصية.

وعلى ذلك؛ فإن تفشي تلك الظاهرة يرجع إلى تقصير المدرس، فضلاً عن أن الكتاب المدرسي ذاته بحاجة إلى ثورة شاملة، من حيث التقسيم، والتفسير والفهرسة، وشرح المصطلحات الصعبة، ولابد أن تصاحب المادة رسوم توضيحية وبيانات وصور وخرائط وإخراج جيد، كي تخلق حالة من الارتباط بين الطالب والكتاب المدرسي، فلا يلجأ إلى الكتب المساعدة التي يقبل عليها الطلاب، بمجرد بدء العام الدراسي، إلى جانب ذلك نحن بحاجة إلى إعادة النظر في نظام الأسئلة.

إن الدروس الخصوصية أصبحت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة روتينية، فقد صار من الطبيعي أن يحصل الطالب على درس خصوصي، دون رؤية المعلم أو طريقة أدائه، وأصبح المفهوم السائد أن الطريق للمجموع هو الدرس الخصوصي.

ويضيف الدكتور حامد طاهر أن من بين العوامل التي ساهمت في خلق جيل الدروس الخصوصية، هو نمطية الامتحان، وقدرة محترفي الدروس الخصوصية - من المعلمين - على توقع وتخمين أسئلة الامتحان، وبالتالي يلجأ الطالب إلى ذلك، للحصول على درجات مرتفعة، لكن المشكلة الأكثر خطورة أن الدرس الخاص يخلق من الطالب شخصًا اتكاليًا، لا يهتم بما يدور داخل الفصل المدرسي، وليس مهتمًا بما يشرحه المعلم؛ لأن لديه بديلاً آخر خارج المدرسة.

ونستمع الآن لأثر الدروس الخصوصية على الأسرة:
أثر الدروس الخصوصية على الأسرة
يؤكد الدكتور محمود الحضري - أحد خبراء التربية - أن ظاهرة الدروس الخصوصية "حطمت مبدأ تكافؤ الفرص، وزرعت التفرقة بين الطلاب في فترة تعد أجمل فترات الحياة بينهم"، واتسمت بالتسابق في الدروس الخصوصية التي يتلقاها الطالب أو الطالبة في المراحل التعليمية المختلفة، حتى وصلت إلي الجامعة.

ومع ما تكلفه الدروس الخصوصية من مبالغ مالية ضخمة، يتحملها كاهل الأسرة، إلا أن الأمر لا يتوقف عند ذلك فحسب؛ بل يمتد أثر الدروس الخصوصية إلى ما هو أكبر من ذلك، لتساهم - مع عدة عوامل أخرى - في تشكيل ما يسمى بالارتباك الأسرى.

فمع بدء العام الدراسي بشكل عام، واقتراب موسم الامتحانات بشكل خاص، تنتاب أولياء الأمور حالة من الخوف الشديد من إخفاق أبنائهم في مادة ما، أو الرسوب بمادة أخرى، ويبدأ التطلع من اليوم الأول إلى كيفية النجاح والتفوق لهؤلاء الأبناء، والذي لن يتأتى في اعتقادهم إلا بالدروس الخصوصية، وهنا يحدث الاختلال في مواعيد الالتزامات الأسرية، من مواعيد الطعام والخروج والنوم واللقاء الجماعي، أو حتى الواجبات الاجتماعية في محيط الأسرة الكبيرة.

ولا شك أن المتضرر الأول من الدروس الخصوصية هو الطالب؛ فالأثر النفسي الواقع عليه أشد وطأة، ذلك أنه لا يقتصر على مجرد التوتر والخوف والقلق؛ بل يمتد ذلك إلى إكساب نفسية الطالب مجموعة من السلوكيات النفسية التي تصحبه، لفترات طويلة من مراحله العمرية، إن لم تمتد معه كامل حياته.

وإن أسوأ ما تخلفه الدروس الخصوصية؛ هو ما تولده لديه من روح الاتكالية وعدم الاستعداد للتركيز مع المعلم داخل الفصل، بينما يتلقى المعلومات على شكل "كبسولة" من المعلم الخصوصي.

ويضيف الدكتور محمد الحضري "هناك حقيقة ثابتة؛ وهي الخلفية السلبية علي طلاب الدروس الخصوصية، وتحويلهم إلي آلة تسجيل للمواد التي تدرس لهم، بطريقة هي مجرد نماذج من الإجابات؛ يحفظها الطالب عن ظهر قلب، بدون تعمق في المضمون. ويدخل الطالب الامتحان ليفرغ التسجيل الذهني، وهنا تظهر الحقيقة التي لا يعيها الطالب، وبالتبعية أولياء الأمور، ويكون التساؤل: هل هذا هو التعليم الذي يجب على الطالب أن يقبل عليه، وما مدى استفادته من المذاكرة؟.

ختامًا: هذه هي الدروس الخصوصية بخيرها وشرها، فوازنوا بين احتياجكم الدروس الخصوصية من عدمه، وثقوا بأن اعتماد الطالب على الله أولاً، ثم على نفسه ثانيًا، ثم على أسرته ثالثًا، سيغنيه بإذن الله عن الدروس الخصوصية.

"والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"