وردة امل
01-16-2018, 01:04 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/250kalimat1.com.png
مشهد تمثيلي عن الاسير و الاسرى في السجون مثل السجين والمساجين الفلسطينيين..
** يفتح الستار على منطقة الزوار ، يظهر شبك خلفه عدد من النزلاء ، ينتظرون بدء
الزيارة .... يدخل الزوار ويقفون أمام النزلاء ويبدأ الحديث و التحايا ..... بأصوات يفهم بعضها.
زائر 1:
نزيل 1:
زائر 2:
نزيل 2:
** يسمع صوت نداء ( سعيد زيارة )
سعيد : ( نزيل ينادي أحد الزوار وهو متجهة إلى الجهة الأخرى من الشبك ) أحمد يا أحمد . أنا
هنا ... تعال هنا .
أحمد : ( يتجه صوب النداء و بصوت عال ينخفض معه أصوات الآخرين ) السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته .
سعيد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . طال غيابك يا أحمد ؟!
** يستمر الحوار بين سعيد و أحمد بينما بقية الزوار يخرجون تباعا .
أحمد : لا يخفاك .. مشاغل الحياة .
سعيد : هذه الأمور التي نحن منها في راحة ... أخبرني ما الذي حصل في المعاملة ؟
أحمد : الأمور تسير على ما يرام .
سعيد: تعني أن الإفراج قريبا .
أحمد : نقول إن شاء الله .
سعيد : لا أدري كيف أشكرك يا أحمد ؟
أحمد : الشكر لله .. يكفينا منك الدعاء ومن الله الثواب .
سعيد : جزاك الله خير الجزاء .
أحمد : اللهم أمين وإياك والسامعين .. أخبرني أنت كيف حياتك هنا وهل ينقصك شيء ؟
سعيد : الفراغ يا سعيد قاتلي . ورتابة العيش كآبتي . ما أطول الليل هنا . وما أبعد طرفي النهار
.
أحمد : أعانك الله , وأذن لي في الانصراف .
سعيد : في أمان الله . وإني أرقب عودتك أو خروجي .
أحمد : أراك على خير ( ثم ينصرف )
سعيد : ( يتبعه بنظره ) وأنت أهله .. مع السلامة .. نراك قريبا .
** يتراجع سعيد ويعود مع البقية ..
ويتقدم أحدهم ( صالح ) قريبا من الشبك ينظر هل من زائر ....
صالح : ( يحدث نفسه– ينظر إلى الساعة - صوت دقات الساعة في تزايد )
عشرون دقيقة ..... وتنتهي الزيارة .
عشرون دقيقة فقط وينقطع الأمل ... نعم لا أمل !
أين أبي ؟ أين أخي ؟ أين رفاقي .... كلهم تنكر لي .....
سعيد : ( يدنو نحوه وهو يشعر بما يشعر به ويدرك بماذا يحدث نفسه ) لا عليك يا صالح . كلنا
مر بهذا الموقف ، كلنا وقف يوما هنا يرقب الوجوه ، فلا محب ، ولا صديق ... ولكن
سيأتون .
صالح : أبي .. إخوتي .. رفاق دربي ... صحبي ... أصدقائي ... حميمي ... أينهم .
سعيد : يأتون غدا إن شاء الله ...
صالح : وبالأمس ... يأتون غدا إن شاء الله ، وقبل أمس ... يأتون غدا إن شاء الله والأسبوع
الماضي ..... يأتون غدا إن شاء الله ، والشهر المنصرم ... يأتون غدا إن شاء الله .
(يلتفت نحو سعيد ) ضقت ذرعا بك يا سعيد .
سعيد : إذا انقطع املك إلا في الله ، جاءك الفرج .
صالح : و أنعم بالله
سعيد : ليت لي مثل صبرك يا صالح ( يقولها ويعود إلى المجموعة تاركا صالحا وحده ) ز
صالح : ( بعد جدال مع سعيد لا يرد عليه .. يرفع عقيرته منشدا ) .. أبتآه .. أبتآه ... أبتآه .......
أبتاه يا أبتاه يا أبتاه ..... وأصيح في غسق الدجى أبتاهُ .
** يقطع الصوت صوت النداء : صالح الصالح زيارة .
صالح : ( مخاطبا سعيد ) هل سمعت شيئا يا سعيد .
سعيد : ( ضاحكا ) نعم ... وأخيراً زيارة ... زيارة سبقت الغد . ألم أقل لك ؟
صالح : هل أنت سمعت هذا بأذنيك ؟ أم أنا في حلم .
سعيد : نعم .. بل هي حقيقة .
صالح : إني حتى و أنا نائم ... أسمع هذا الصوت ( يتكرر الصوت ... صالح الصالح زيارة ...
صالح الصالح زيارة).
سعيد : لكنك كنت تسألني ، وأنا لم أكن اسمع .. أما هذه المرة فقد صدقتك أذناك .
صالح : من تراه يا سعيد ؟!
يدخل المسرح رجل له هيبة ووقار .. رزين في تفاعله ، يسير نحو صالح في تثاقل ، مشيحا
بوجهه .....
صالح : من ؟ أبي . لا أصدق ، لا أصدق . ( يمد يديه وفي صوت منكسر ) أدن مني يا أبي ، أدن
مني يا أبي .... أدن مني يا أبي !
** الأب واقفا لا حراك ، لا يطيق النظر في وجه ابنه .
صالح : ( يمسك بالسياج ) أبي .. أعتذر إليك .. عفوك يا أبي ، صفحك يا أبي ، أين شيمتك ؟
أين كرمك ؟ أين أبوتك ؟
** الأب يسارقه النظر .
صالح : أبي أضربني حتى ترضى ، عاتبني حتى ترضى ، أصنع بي ما شئت ، ولكن لا لا ..
لا تهجرني ، أسمعني صوتك ، أشتمني ، أصرخ في وجهي ، هددني ، توعدني ، ولكن لا
تقتلني بهذا الصمت .
** الأب يدير له ظهره ويخفي عنه وجهه .
صالح : ارني يا أبي وجهك ، ارني يا أبي عينيك ، ارني يا أبي محياك ، متعني بالنظر إليك .
** يستدير الأب إليه في تثاقل خافضا رأسه ، كاتما مشاعره .
صالح : إني أقرأ ما في عينيك ، إني أسمع تمتمت شفتيك ، إني أحس بأزيز صدرك .
** الأب يلتفت يسارقه النظر .
صالح : ( يتجه نحو الشرطي على يساره ) أعمل في معروفاً ، أخرجني أقبل يديه ، أخرجني
أقبل رأسه ، أخرجني أقبل قدميه .
** الشرطي ينظر إليه في حيره ويتلفت يمينا وشمالا هل من أحد .
صالح : اصنع إلي معروفا . ابتغ فيَّ الأجر والثواب .
** الشرطي يخلي عنه .
صالح : ( يتجه إلى أبيه ، يقبل رأسه ، يقبل يديه ) سامحني يا أبي ، اصفح عني ، اسمعني
صوتك .
الأب : لولا أمك لا ما أتيتك .
صالح : زلة واحدة ولن تتكرر .
الأب : ولكن لن تزول .
صالح : إن غيري مكثر ، ولاكن ما انكشف ستره .
الأب : لقد هتكت سترنا .
صالح : غيري صنع أكثر وما جاء إلى هنا . غيري تمادى وتمادى فنجا مما أنا فيه .
الأب : وأنت وقعت و أوقعتنا معك .
صالح : علها درس لا ينسى ، علها كبوة لا سقوط بعدها ، علها فشل يعقبه النجاح ، وشقاء
يعقبه سعادة . أعدك يا أبي . أسمعني عفوك ، أسمعني صفحك . سامحني .. سامحني .
** الأب يشح بوجه .
صالح : لا تعن علي الشيطان يا أبي ، لا تتركني للفراغ فإنه قاتلي ، لا تتركني لرفقة السوء
فإنهم يواصلونني .
** يتجه نحو الجمهور يخاطب المسئول .
صالح : إن الفراغ مفسدة للمرء وأي مفسدة . إن جن علينا الليل فما أطوله ، وإن تغشانا النهار
فما أثقله . ننام لكي نصحوا ، ونصحوا لكي ننام . رتابة وملل ، سآمة وكآبة . حتى
أحاديث السمر تكررت ، حتى ملت منا ومللنا منها .
إن أرخص ما لدينا هو أغلى ما لديكم إنه الوقت . تضيع الساعات بل الشهور
والسنوات وخيرنا الذي يبقى في مكانه لا يتقدم ولا يتأخر ، وشرنا من تدني إلى
الحضيض . وجعل الشر مهنته ومستقبله.
( يتجه نحو أبيه ) أريد أن أحفظ كتاب الله ، أريد أن أواصل الدراسة ، ( يتجه نحو
الجمهور ) أريد أن أتعلم كل مهارة ، أنمي كل موهبة ، أكسب كل دقيقة .
( رافعا صوته مع كل عبارة ) اصنعوا مني رجلاً ، اجعلوا مني أُمّه ، هبوني عنصراً
نافعاً ، أعيدوا لي صوابي ، صححوا أفكاري .
قد وقع الفأس في الرأس ...
قد وقع الفأس في الرأس ...
قد وقع الفأس في الرأس ...
( وبحسرة يختم )
فهل لهذا الجرح من بلسم ؟
*** يسمع صوت ( انتهت الزيارة )
** الأب يدير لابنه صالح ظهره مغادرا المكان .
صالح : ( مادا يديه نحو أبيه متجها إليه صارخا فيه ) أبتاااااااااهـ ...
*** يسمع نشيد من الداخل ( بينما يثبت المشهد على هذا الحال ) .. يقول :
أبتاه .. أبتاه .. أبتاه
أبتاه ماذا قد يقول لسانـــي
والسجن والسجان ينتظراني
هذا ندائي إليك من زنزانتي
أصرخ به من مهجتي وجناني
الليل من حولي هدوء قاتـل
وأحس أن ظلامه أكفانـــــي
فرقاك يا أبتاه قض مضاجعي
والذكريات تمر في وجدانــــــي
وأبث يا أبتي إليك بمطلــــــب
من ذا الفؤاد الخافق الولـــهان
إذا سمعت نشيج أمي في الدجى
تبكي شباباً ضاع في الريعان
وتكتم الحسرات في أعماقـــها
ألماً تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني إنني
لا أبتغي منها سوى الغفران
مشهد تمثيلي عن الاسير و الاسرى في السجون مثل السجين والمساجين الفلسطينيين..
** يفتح الستار على منطقة الزوار ، يظهر شبك خلفه عدد من النزلاء ، ينتظرون بدء
الزيارة .... يدخل الزوار ويقفون أمام النزلاء ويبدأ الحديث و التحايا ..... بأصوات يفهم بعضها.
زائر 1:
نزيل 1:
زائر 2:
نزيل 2:
** يسمع صوت نداء ( سعيد زيارة )
سعيد : ( نزيل ينادي أحد الزوار وهو متجهة إلى الجهة الأخرى من الشبك ) أحمد يا أحمد . أنا
هنا ... تعال هنا .
أحمد : ( يتجه صوب النداء و بصوت عال ينخفض معه أصوات الآخرين ) السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته .
سعيد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . طال غيابك يا أحمد ؟!
** يستمر الحوار بين سعيد و أحمد بينما بقية الزوار يخرجون تباعا .
أحمد : لا يخفاك .. مشاغل الحياة .
سعيد : هذه الأمور التي نحن منها في راحة ... أخبرني ما الذي حصل في المعاملة ؟
أحمد : الأمور تسير على ما يرام .
سعيد: تعني أن الإفراج قريبا .
أحمد : نقول إن شاء الله .
سعيد : لا أدري كيف أشكرك يا أحمد ؟
أحمد : الشكر لله .. يكفينا منك الدعاء ومن الله الثواب .
سعيد : جزاك الله خير الجزاء .
أحمد : اللهم أمين وإياك والسامعين .. أخبرني أنت كيف حياتك هنا وهل ينقصك شيء ؟
سعيد : الفراغ يا سعيد قاتلي . ورتابة العيش كآبتي . ما أطول الليل هنا . وما أبعد طرفي النهار
.
أحمد : أعانك الله , وأذن لي في الانصراف .
سعيد : في أمان الله . وإني أرقب عودتك أو خروجي .
أحمد : أراك على خير ( ثم ينصرف )
سعيد : ( يتبعه بنظره ) وأنت أهله .. مع السلامة .. نراك قريبا .
** يتراجع سعيد ويعود مع البقية ..
ويتقدم أحدهم ( صالح ) قريبا من الشبك ينظر هل من زائر ....
صالح : ( يحدث نفسه– ينظر إلى الساعة - صوت دقات الساعة في تزايد )
عشرون دقيقة ..... وتنتهي الزيارة .
عشرون دقيقة فقط وينقطع الأمل ... نعم لا أمل !
أين أبي ؟ أين أخي ؟ أين رفاقي .... كلهم تنكر لي .....
سعيد : ( يدنو نحوه وهو يشعر بما يشعر به ويدرك بماذا يحدث نفسه ) لا عليك يا صالح . كلنا
مر بهذا الموقف ، كلنا وقف يوما هنا يرقب الوجوه ، فلا محب ، ولا صديق ... ولكن
سيأتون .
صالح : أبي .. إخوتي .. رفاق دربي ... صحبي ... أصدقائي ... حميمي ... أينهم .
سعيد : يأتون غدا إن شاء الله ...
صالح : وبالأمس ... يأتون غدا إن شاء الله ، وقبل أمس ... يأتون غدا إن شاء الله والأسبوع
الماضي ..... يأتون غدا إن شاء الله ، والشهر المنصرم ... يأتون غدا إن شاء الله .
(يلتفت نحو سعيد ) ضقت ذرعا بك يا سعيد .
سعيد : إذا انقطع املك إلا في الله ، جاءك الفرج .
صالح : و أنعم بالله
سعيد : ليت لي مثل صبرك يا صالح ( يقولها ويعود إلى المجموعة تاركا صالحا وحده ) ز
صالح : ( بعد جدال مع سعيد لا يرد عليه .. يرفع عقيرته منشدا ) .. أبتآه .. أبتآه ... أبتآه .......
أبتاه يا أبتاه يا أبتاه ..... وأصيح في غسق الدجى أبتاهُ .
** يقطع الصوت صوت النداء : صالح الصالح زيارة .
صالح : ( مخاطبا سعيد ) هل سمعت شيئا يا سعيد .
سعيد : ( ضاحكا ) نعم ... وأخيراً زيارة ... زيارة سبقت الغد . ألم أقل لك ؟
صالح : هل أنت سمعت هذا بأذنيك ؟ أم أنا في حلم .
سعيد : نعم .. بل هي حقيقة .
صالح : إني حتى و أنا نائم ... أسمع هذا الصوت ( يتكرر الصوت ... صالح الصالح زيارة ...
صالح الصالح زيارة).
سعيد : لكنك كنت تسألني ، وأنا لم أكن اسمع .. أما هذه المرة فقد صدقتك أذناك .
صالح : من تراه يا سعيد ؟!
يدخل المسرح رجل له هيبة ووقار .. رزين في تفاعله ، يسير نحو صالح في تثاقل ، مشيحا
بوجهه .....
صالح : من ؟ أبي . لا أصدق ، لا أصدق . ( يمد يديه وفي صوت منكسر ) أدن مني يا أبي ، أدن
مني يا أبي .... أدن مني يا أبي !
** الأب واقفا لا حراك ، لا يطيق النظر في وجه ابنه .
صالح : ( يمسك بالسياج ) أبي .. أعتذر إليك .. عفوك يا أبي ، صفحك يا أبي ، أين شيمتك ؟
أين كرمك ؟ أين أبوتك ؟
** الأب يسارقه النظر .
صالح : أبي أضربني حتى ترضى ، عاتبني حتى ترضى ، أصنع بي ما شئت ، ولكن لا لا ..
لا تهجرني ، أسمعني صوتك ، أشتمني ، أصرخ في وجهي ، هددني ، توعدني ، ولكن لا
تقتلني بهذا الصمت .
** الأب يدير له ظهره ويخفي عنه وجهه .
صالح : ارني يا أبي وجهك ، ارني يا أبي عينيك ، ارني يا أبي محياك ، متعني بالنظر إليك .
** يستدير الأب إليه في تثاقل خافضا رأسه ، كاتما مشاعره .
صالح : إني أقرأ ما في عينيك ، إني أسمع تمتمت شفتيك ، إني أحس بأزيز صدرك .
** الأب يلتفت يسارقه النظر .
صالح : ( يتجه نحو الشرطي على يساره ) أعمل في معروفاً ، أخرجني أقبل يديه ، أخرجني
أقبل رأسه ، أخرجني أقبل قدميه .
** الشرطي ينظر إليه في حيره ويتلفت يمينا وشمالا هل من أحد .
صالح : اصنع إلي معروفا . ابتغ فيَّ الأجر والثواب .
** الشرطي يخلي عنه .
صالح : ( يتجه إلى أبيه ، يقبل رأسه ، يقبل يديه ) سامحني يا أبي ، اصفح عني ، اسمعني
صوتك .
الأب : لولا أمك لا ما أتيتك .
صالح : زلة واحدة ولن تتكرر .
الأب : ولكن لن تزول .
صالح : إن غيري مكثر ، ولاكن ما انكشف ستره .
الأب : لقد هتكت سترنا .
صالح : غيري صنع أكثر وما جاء إلى هنا . غيري تمادى وتمادى فنجا مما أنا فيه .
الأب : وأنت وقعت و أوقعتنا معك .
صالح : علها درس لا ينسى ، علها كبوة لا سقوط بعدها ، علها فشل يعقبه النجاح ، وشقاء
يعقبه سعادة . أعدك يا أبي . أسمعني عفوك ، أسمعني صفحك . سامحني .. سامحني .
** الأب يشح بوجه .
صالح : لا تعن علي الشيطان يا أبي ، لا تتركني للفراغ فإنه قاتلي ، لا تتركني لرفقة السوء
فإنهم يواصلونني .
** يتجه نحو الجمهور يخاطب المسئول .
صالح : إن الفراغ مفسدة للمرء وأي مفسدة . إن جن علينا الليل فما أطوله ، وإن تغشانا النهار
فما أثقله . ننام لكي نصحوا ، ونصحوا لكي ننام . رتابة وملل ، سآمة وكآبة . حتى
أحاديث السمر تكررت ، حتى ملت منا ومللنا منها .
إن أرخص ما لدينا هو أغلى ما لديكم إنه الوقت . تضيع الساعات بل الشهور
والسنوات وخيرنا الذي يبقى في مكانه لا يتقدم ولا يتأخر ، وشرنا من تدني إلى
الحضيض . وجعل الشر مهنته ومستقبله.
( يتجه نحو أبيه ) أريد أن أحفظ كتاب الله ، أريد أن أواصل الدراسة ، ( يتجه نحو
الجمهور ) أريد أن أتعلم كل مهارة ، أنمي كل موهبة ، أكسب كل دقيقة .
( رافعا صوته مع كل عبارة ) اصنعوا مني رجلاً ، اجعلوا مني أُمّه ، هبوني عنصراً
نافعاً ، أعيدوا لي صوابي ، صححوا أفكاري .
قد وقع الفأس في الرأس ...
قد وقع الفأس في الرأس ...
قد وقع الفأس في الرأس ...
( وبحسرة يختم )
فهل لهذا الجرح من بلسم ؟
*** يسمع صوت ( انتهت الزيارة )
** الأب يدير لابنه صالح ظهره مغادرا المكان .
صالح : ( مادا يديه نحو أبيه متجها إليه صارخا فيه ) أبتاااااااااهـ ...
*** يسمع نشيد من الداخل ( بينما يثبت المشهد على هذا الحال ) .. يقول :
أبتاه .. أبتاه .. أبتاه
أبتاه ماذا قد يقول لسانـــي
والسجن والسجان ينتظراني
هذا ندائي إليك من زنزانتي
أصرخ به من مهجتي وجناني
الليل من حولي هدوء قاتـل
وأحس أن ظلامه أكفانـــــي
فرقاك يا أبتاه قض مضاجعي
والذكريات تمر في وجدانــــــي
وأبث يا أبتي إليك بمطلــــــب
من ذا الفؤاد الخافق الولـــهان
إذا سمعت نشيج أمي في الدجى
تبكي شباباً ضاع في الريعان
وتكتم الحسرات في أعماقـــها
ألماً تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني إنني
لا أبتغي منها سوى الغفران