وردة امل
01-17-2018, 12:20 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/305kalimat1.com.jpg
مشهد تمثيلي نص عن احداث سورية الثورة السورية
في داخل المدرسة حيث تقوم المعلمة القاسية بضرب الأطفال بدون رحمة ولا شفقة.
محمد في مادة التربية الوطنية: ما معنى الحرية يا أستاذة؟ وكيف نحقق الحرية يا معلمة؟!
المعلمة الظالمة: هات يدك أيها الطفل الغبي!
محمد (الطفل المسكين): لم أفعل شيئا يذكر يا معلمتي! أنا برئ!
المعلمة: وجودك أمام وجهي بشكلك الأحمق يعتبر أكبر جرم أيها ...........
علي (طفل آخر): يا معلمتي! صديقي محمد قام بكل واجباته المنزلية و لم يرتكب خطئا! أرجوك سامحيه!
المعلمة: هو بصلة كريهة و أنت قشرتها ولذلك يجب أن أرميكما في القمامة معا و أرتاح من وجهيكما!
محمد: ما ذنبنا؟! ماذا فعلنا؟
المعلمة: ذنبكما أنكما عندي في الصف! تعال يا علي لهنا سأضربك أنت الآخر.
محمد: أخي علي لم يفعل شيئا هو الآخر
المعلمة: من يدافع عن أحمق مثلك فهو شخص مجرم وسيئ
علي: أنا لست مجرما! أنا إنسان
المعلمة: أنت وجودك جريمة إنسان, (وتمر قطة أمام عينيها فتقول المعلمة بكل بله): هذه القطة أفضل منك فهي تعيش ولا تفكر بعقل أبله، أما أنتم ( وهي تصرخ) فتفكرون و تفكرون و يزعجني كثيرا تفكيركم! تبا لكم جميعا. ( وتلوح بالعصا التي في يدها يمنة ويسرة).
يقوم الأطفال جميعا للدفاع عن صديقيهما ويقولون بصوت واحد: يا مدرسة إذا كنت لا تحبيننا ولا تحبين التفكير فلا تدرسينا و تضربينا كل يوم.
صرخت المعلمة مرة أخرى كالمجنونة: سأضربكم جميعا ....سـ ....سـ ........
صاح عدنان في ذلك الوقت: يا إلهي! يا جماعة أنا مللت من هذا النظام الذي فيه ضرب و تعذيب داخل الصفوف الدراسية. أهلنا يرسلونا لندرس أم لنضرب؟!
فقال سامي: معك حق يا صديقي. سمعت اليوم في الأخبار هذه الجملة التي يجب أن نقولها في الصف: الشعب يريد إسقاط النظام. نريد إسقاطك يا معلمة ....الطلاب يريدون إسقاط النظام! الأطفال يريدون نهاية الضرب.
ثم صاح عدنان و سامي وعلي و محمد: الطلاب يريدون إسقاط النظام! الأطفال يريدون إسقاط النظام!! الأطفال يريدون نهاية الضرب!!
وفجأة وبشكل مدهش و مذهل، تهجم المخابرات السورية على المدرسة وعلى الصف، و تأخذ هؤلاء الصغار إلى مخفر الشرطة. إنها تجرهم جرا وبشكل حيواني وحشي. يتأوه الأطفال من شدة الألم والقسوة والإهانة، إلا محمدا رغم كل الأسى والحزن كان رابط الجأش هادئا بشكل مدهش وعجيب.
دخل الأطفال إلى مخفر الشرطة وهم يذوقون ألوان الضرب و الإهانة، وكأنهم مجرمين!
نظر إليهم رئيس الشرطي نظرة همجية وكأنهم وحوش برية اعتقلوا في حالة أكل البشر!
صاح رئيس الشرطة: ماذا فعل هؤلاء الإرهابيون؟!
وقف أحد رجال المخابرات بشكل حازم وقال: لقد اقترفوا جريمة شنيعة و عملوا إرهابا يفوق إرهاب المفجرين والمخربين يا سيدي!
دهش رئيس الشرطة وقال: إذن هم أخطر إرهابيين على وجه الأرض! ما العمل الخطير الذي فعلوه.
رجل المخابرات: سيدي لقد قالوا: الأطفال يريدون إسقاط النظام. إنهم يهينون شخص الرئيس مباشرة سيدنا العظيم و إلهنا المقدس و فرعوننا المبارك!
رئيس الشرطة: ماذا! فعلا إنهم أخطر الفيروسات التي مرت على مخفرنا! هذا أمر خطير و يجب أن نطهر المخفر منهم! إن الشعب السوري لم يكن يخطر بباله حتى في الأحلام الكبرى وفي المنامات أن يجرؤ على ذكر إسقاط النظام. هؤلاء تأتيهم هلوسة اليقظة ويقولون الأطفال يريدون إسقاط النظام!
رجل المخابرات: سنؤدبهم! سنربي فيهم كل السوريين! سنربي فيهم سوريا كلها حتى لا يتلوث الهواء بهذه الفيروسات الخطيرة والقاتلة!
رئيس الشرطة: أريد تطهيرا كاملا وشاملا!
بكى سامي وقال: ماذا فعلنا لكي تعذبونا! ألا يكفي ضرب المعلمة لنا؟! هل تضربوننا لأننا طلبنا من المعلمة أن لا تضربنا!
رجل المخابرات: اخرس أيها الفيروس الشنيع حتى لا ينتشر في الهواء الميكروب أكثر من ذلك!
فقال محمد بنظرة تحدي وبطولة: وهل الفيروس ينتشر حينما يسأل الطفل معلمته عن معنى كلمة الحرية؟! الطيور في السماء تطير في حرية!!!
رجل المخابرات يركل محمد ويقول له: أنت رئيس الفيروسات ولك معاملة خاصة أيها الفيروس الخطير. ضعوه في الإنفرادي و اقلعوا أظافره واحرقوا جلده في السيجارة! الآن مباشرة.
نظر محمد نظرة إباء و عزة: قد تستطيعون تمزيق جسدي لكنكم أبدا لن تنالوا من كرامتي ورفعة روحي التي وضعها ربي في داخلي. حياتي في يد ربي هو وضعها في جسدي وهو وحده تعالى يزيلها!
جُنَّ جنون رئيس الشرطة والمخابرات لدرجة أنه لما حاول أن يضرب محمدا ارتطم برجل المخابرات لأنه كان يتمايل مثل السكران وفقد أعصابه فلم يعد يستطيع أن يرى أمامه!
فصرخ رئيس الشرطة وهو يضع يده على عنقه: ابعدوهم عني! أكاد أختنق من رؤيتهم وسماع كلامهم المؤذي! أزيلوا هذه الحشرات بعيدا من هنا!
وبينما كان يضرب الأطفال، كانت صيحاتهم تتعالى: يا الله! يا الله! يا الله! يا الله! ساعدنا يا الله!
****************************
ومن جهة أخرى حيث علمت عائلات الأطفال المساكين بالخطر العظيم والمصيبة الكبرى التي أصابت فلذات أكبادها و رياحين بيوتها!
صاحت أم علي وقد فجع قلبها: ماذا حدث لولدي الصغير؟ يا الله ألا يكفيهم سجن الكبار و تعذيبهم حتى يأخذوا صغارنا؟! رحمتك يا الله!
قالت أم محمد بكل هدوء: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها. يجب أن نذهب جميعا مع أهل درعا إلى مخفر الشرطة ونطالب بإطلاق سراح أبنائنا.
فقال أبو محمد بكل شدة: سنذهب حالا. أهل البلد كلهم يقفون معنا وحزنوا لمصابنا.
قال السيد حسن: يا أهل الخير أبناؤهم أبناؤنا وهؤلاء المجرمين إن أخذوا اليوم أبناؤهم فلا شك أنهم سيأخذون في الغد القريب أبناءنا و يفعلون بهم كما يفعلون بأبنائكم. هذا ظلم عظيم لا ينبغي أن يسكت عليه.
ذهب الجميع إلى مخفر الشرطة.
ذهب أهل المدينة جميعهم وطالبوا بإطلاق سراح الأطفال الأبرياء.
فقال لهم رجل المخابرات أمام الباب: هذه الميكروبات يتم تنظيفها الآن ولا يسمح لأحد أن يلقاها حتى لا ينتشر الفيروس بين أهل المدينة.
صاح أبو عدنان: يا مجنون نحدثك عن أبنائنا وتتكلم بكل برود عن ميكروبات. هل لو كان هذا ابنك لوصفته بالميكروب؟!
صرخ رجل المخابرات: اقبضوا على هذا المجرم الأفاك! الآن بدأت أفهم من أين تخرج هذه الميكروبات!
التف جميع أهل درعا حول أبو عدنان وصاحوا: أطلقوا سراح أبنائنا ولا تمسوا صاحبنا بسوء و إلا سنقتحم السجن عليكم جميعا. صار الأطفال الصغار ميكروبات! حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم!
نادى الجميع: نريد الأطفال الآن! نريد الأطفال الآن.
وفي وسط هذا الجمع الغفير خرجت طفلة بريئة وهي تقول بكل براءة: حرية! نريد حرية! حرية! أعطوا إخوتي الصغار حرية!
بدأ رجل المخابرات بإطلاق الرصاص في الهواء ثم حاول إطلاق الرصاص على الناس العزل. هاجمه شاب بطل ملثم و أوقع المسدس من بين يديه وقال له: ألا تستحي! تقتل الشعب لأنه يريد حرية أطفاله. ألا يوجد حد لظلمكم!
وعلى إثر صيحات الناس و التفافهم حول مخفر الشرطة وعزمهم على عدم الذهاب حتى يخرج أطفالهم، اضطر رئيس الشرطة أن يطلق سراح هؤلاء الأطفال الأبرياء وفعل ذلك على مضض شديد.
كانت آثار الضرب والتعذيب تبدو واضحة على وجوه و أجساد الأطفال.
كانت حالة محمد وعلي خطيرة جدا وكانا على مشرفة من الموت قريبة.
حملوهم أهل المدينة إلى المستشفى مباشرة وتعالت الصيحات: لا إله إلا الله! هؤلاء أطفال يا ناس...يا عالم من يعذب الأطفال...!!
وفي المستشفى كان محمد ينازع لحظاته الأخيرة والجميع ينظر إليه. احتضنته أمه وهي تبكي.
قالت له بكل حزن وأسى: يا صغيري اصبر ولا تتركنا! انظر إلي!
قال محمد وابتسامة ترتسم على شفتيه الصغيرتين: يا أمي إني أنظر في الملكوت الأعلى لم أعد أستطع النظر في الأرض ومن فيها! لقد تعبت كثيرا يا أمي و أريد أن أرتاح إلى جوار ربي.
انفجرت أم محمد بالبكاء وقالت: ولدي حبيبي صغيري! لا تتركني ولا تترك أباك!
أمسك أبو محمد بيد ابنه من الطرف الآخر وقال له والحزن يعتصر صدره: لن نسكت عما فعلوه بك و كل الناس تقف معنا.
قال عدنان وهو يبكي: كل ما فعله محمد هو أنه سأل عن معنى كلمة حرية!
قال الناس بدهشة: فقط لأنه ذكر كلمة الحرية!!
قال محمد وهو لا يزال يبتسم: لا تحزنا يا والداي الحبيبين، بينما كانوا يقلعوا أظافري وزاد الألم علي، بدأت أسمع هاتفا يصبرني و يثبتني ويقول لي: سينتهي هذا الظلم و ستنهض من أجل أظافرك سورية كلها، والعالم بأسره! ولقد اقتربت نهاية هذا الظلام الدامس...يا أمي لم أعد أحس بالألم من بعد شدة التعذيب....ثم رأيت نورا ينبعث من السماء يطرب له قلبي....ولهذا أقول لكم: من أجلك أبتسم يا سورية!
انهمرت دموع الأم وقالت: محمد ولدي! يا صغيري!
لم يستطع محمد أن ينبس ببنت شفة و قال بهدوء: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله!
لفظ محمد أنفاسه الأخيرة ومات.
بينما كانت أم محمد تبكي و معها النساء الطيبات، قالت أم محمد بصوت هادئ: أيها الناس! لقد مات ولدي من أجل الحرية! إذن سأموت على مات عليه ولدي. أنا أيضا أطالب بالحرية. أريد الحرية! أريد الحرية لكل الأطفال في سوريا! أريد الحرية للنساء والرجال والأطفال! حرية...حرية...جئناك يا حرية!
**********************
خرج الجميع في جنازة محمد وكانت الصيحات تتعالى: يا محمد نحن ماشيين على نفس الطريق! حرية هدفنا! من أجلك نبتسم يا سورية! ابتسمي يا سورية سنأتيك بالحرية! حرية....حرية....حرية.....
************************
ومن جهة أخرى، نهضت الثورة في سورية كلها لأن بعض الجنود الأشراف رفضوا إطلاق النار على الناس العزل الذين تعالت صيحاتهم بالحرية و المطالبة بإنهاء الظلم. كانت كلمة حرية في مصطلح نظام الأسد هي نهايته! لأنه أصلا قام على الظلم والقتل والفساد!
نزل الجيش المدينة وقال القائد المجرم: اقتلوهم جميعا.
صاح رجل من بين المتظاهرين أمام حشد الجيش: أنتم يا حماة الديار جئتم لحماية سوريا و الدفاع عن شعبها. أم أنكم جيش خارجي تريدون تدمير سوريا و قتل شعبها و تعذيب أطفالها!!!
وقال رجل آخر: أنتم أبناءنا و إخوتنا و أزواج بناتنا و أصدقاءنا و أهل بلدنا...منذ متى صار الدم الذي يجري في عروقنا ماء....
وقال متظاهر آخر: الله أعطانا سوريا الأرض المباركة وجعلكم جندها...أما سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير جند الأرض هم أهل الشام يجتمعون في منطقة إسمها الغوطة. أنتم كرامة سوريا! وأنتم فخر الرسول الكريم!
صرخ طفل صغير: إن تريدون قتلنا فاقتلونا، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نقف عن ثورتنا حتى نحصل على الحرية و ننهي هذا الظلم. وليقضي الله أمرا كان مفعولا.
وقال طفل آخر: الله الذي أنطقنا و ما أنتم بموقفينا. نحن قوم نحيا بعزة وكرامة أو نموت موت الأبطال.
قالت طفلة صغيرة: نحن لا نملك هذه الأسلحة القاتلة لكن سلاحنا الوحيد الذي نملك هو صدقنا و حبنا لطعم الحرية. و إن كان النَّفَس الذي أتنفسه والصوت الذي أصيح به: أوقفوا الظلم و أريد حرية....هو سلاح في نظركم فأنا لن أقف عن قوله حتى آخر لحظة في حياتي.
رفض بعض العسكر من حمص واللاذقية و حماة إطلاق النار وقالوا: واجبي العسكري أن أحمي أهل بلدي وأدافع عن كرامة سوريا لا أن أقتلهم و أسفك دماء المدنيين الأبرياء.
جن جنون قائد الجيش و طلب من خاصته بقتل هؤلاء الجنود الأبطال. لكن كلمة الحرية ظلت ترن في أفق سوريا وانتشرت أغنيتها الجميلة في جميع أرجاء سوريا. لكن طعم كلمة الحرية رغم عذوبته و لذته الكبيرة إلا أنه كان ممزوجا بآهات المساجين من الصغار و الكبار الذين يعذبون في السجون بدون رحمة. وزاد الألم في سوريا بخلط طعم الحرية في دماء الشهداء من الأطفال والنساء والرجال. ومع ذلك الألم الكبير الذي أحرق صدر سوريا إلا أن القلب الحر بدأ بالنبض وبدأ يتخلص من قيوده القاسية. وهكذا أقول والإبتسامة على وجهي: من أجلك أبتسم يا سورية....
***********************
وفي قصر الرئيس يقوم سيادة الرئيس بحركات بهلوانية غاضبة و يكسر ما يمر أمامه حيث أنه لا يستوعب ما يحدث له وكيف انتفض هذا الشعب مثل هذه الإنتفاضة.
صرخ في خاصة رجاله: اقتلوهم جميعا، هل تفهمون؟! اسحقوهم كالحشرات!
قال له رجل: سيدي هل تعني ما تقول: نقتلهم جميعا؟!
وصرح رجل آخر: لدينا مائة رصاصة مقابل كل مواطن سوري. بإمكاننا فعل هذا بسهولة.
فقال رجل حكيم بينهم: ولكن من ستحكم يا سيدي العظيم إن قتلنا كل الشعب السوري؟
فصرخ الرئيس بكل كبر وعنجهية: سأحكم الفئران والحشرات الباقية! أسرعوا بقتلهم قبل أن ينتشر فيروس الحرية! لا أريد هواء سوريا يتلوث بهم!
وبينما هو يصرخ اذا اندلع دوي قوي هز الأرجاء. فصاح الرئيس: ما هذا؟!!! ماذا أسمع؟!
فجاء رجل من بعيد والخوف يبدو عليه: سيدي انتشر الفيروس في سائر الأرجاء....هذا الدوي الذي سمعته هو انفجار قنبلة الحرية مع دماء الشهداء الذين يقعون في شتى سوريا. لقد نهضت سوريا كلها عن بكرة أبيها و تريد إسقاط جلالتكم المعظمة..........!
صاح الرئيس بجنون: ماذا تقول؟! لقد تلوث الهواء أيضا........ماذا سأحكم؟!....انتشرت الفيروسات....وتلوث الهواء.........(يضع يديه على رأسه) ويقول: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
وفي الخارج تتعالى الصيحات: الله ....سورية .....حرية وبس
الله ....سورية.....حرية وبس
الله ....سورية......حرية وبس
الله ....سورية......حرية وبس
مشهد تمثيلي نص عن احداث سورية الثورة السورية
في داخل المدرسة حيث تقوم المعلمة القاسية بضرب الأطفال بدون رحمة ولا شفقة.
محمد في مادة التربية الوطنية: ما معنى الحرية يا أستاذة؟ وكيف نحقق الحرية يا معلمة؟!
المعلمة الظالمة: هات يدك أيها الطفل الغبي!
محمد (الطفل المسكين): لم أفعل شيئا يذكر يا معلمتي! أنا برئ!
المعلمة: وجودك أمام وجهي بشكلك الأحمق يعتبر أكبر جرم أيها ...........
علي (طفل آخر): يا معلمتي! صديقي محمد قام بكل واجباته المنزلية و لم يرتكب خطئا! أرجوك سامحيه!
المعلمة: هو بصلة كريهة و أنت قشرتها ولذلك يجب أن أرميكما في القمامة معا و أرتاح من وجهيكما!
محمد: ما ذنبنا؟! ماذا فعلنا؟
المعلمة: ذنبكما أنكما عندي في الصف! تعال يا علي لهنا سأضربك أنت الآخر.
محمد: أخي علي لم يفعل شيئا هو الآخر
المعلمة: من يدافع عن أحمق مثلك فهو شخص مجرم وسيئ
علي: أنا لست مجرما! أنا إنسان
المعلمة: أنت وجودك جريمة إنسان, (وتمر قطة أمام عينيها فتقول المعلمة بكل بله): هذه القطة أفضل منك فهي تعيش ولا تفكر بعقل أبله، أما أنتم ( وهي تصرخ) فتفكرون و تفكرون و يزعجني كثيرا تفكيركم! تبا لكم جميعا. ( وتلوح بالعصا التي في يدها يمنة ويسرة).
يقوم الأطفال جميعا للدفاع عن صديقيهما ويقولون بصوت واحد: يا مدرسة إذا كنت لا تحبيننا ولا تحبين التفكير فلا تدرسينا و تضربينا كل يوم.
صرخت المعلمة مرة أخرى كالمجنونة: سأضربكم جميعا ....سـ ....سـ ........
صاح عدنان في ذلك الوقت: يا إلهي! يا جماعة أنا مللت من هذا النظام الذي فيه ضرب و تعذيب داخل الصفوف الدراسية. أهلنا يرسلونا لندرس أم لنضرب؟!
فقال سامي: معك حق يا صديقي. سمعت اليوم في الأخبار هذه الجملة التي يجب أن نقولها في الصف: الشعب يريد إسقاط النظام. نريد إسقاطك يا معلمة ....الطلاب يريدون إسقاط النظام! الأطفال يريدون نهاية الضرب.
ثم صاح عدنان و سامي وعلي و محمد: الطلاب يريدون إسقاط النظام! الأطفال يريدون إسقاط النظام!! الأطفال يريدون نهاية الضرب!!
وفجأة وبشكل مدهش و مذهل، تهجم المخابرات السورية على المدرسة وعلى الصف، و تأخذ هؤلاء الصغار إلى مخفر الشرطة. إنها تجرهم جرا وبشكل حيواني وحشي. يتأوه الأطفال من شدة الألم والقسوة والإهانة، إلا محمدا رغم كل الأسى والحزن كان رابط الجأش هادئا بشكل مدهش وعجيب.
دخل الأطفال إلى مخفر الشرطة وهم يذوقون ألوان الضرب و الإهانة، وكأنهم مجرمين!
نظر إليهم رئيس الشرطي نظرة همجية وكأنهم وحوش برية اعتقلوا في حالة أكل البشر!
صاح رئيس الشرطة: ماذا فعل هؤلاء الإرهابيون؟!
وقف أحد رجال المخابرات بشكل حازم وقال: لقد اقترفوا جريمة شنيعة و عملوا إرهابا يفوق إرهاب المفجرين والمخربين يا سيدي!
دهش رئيس الشرطة وقال: إذن هم أخطر إرهابيين على وجه الأرض! ما العمل الخطير الذي فعلوه.
رجل المخابرات: سيدي لقد قالوا: الأطفال يريدون إسقاط النظام. إنهم يهينون شخص الرئيس مباشرة سيدنا العظيم و إلهنا المقدس و فرعوننا المبارك!
رئيس الشرطة: ماذا! فعلا إنهم أخطر الفيروسات التي مرت على مخفرنا! هذا أمر خطير و يجب أن نطهر المخفر منهم! إن الشعب السوري لم يكن يخطر بباله حتى في الأحلام الكبرى وفي المنامات أن يجرؤ على ذكر إسقاط النظام. هؤلاء تأتيهم هلوسة اليقظة ويقولون الأطفال يريدون إسقاط النظام!
رجل المخابرات: سنؤدبهم! سنربي فيهم كل السوريين! سنربي فيهم سوريا كلها حتى لا يتلوث الهواء بهذه الفيروسات الخطيرة والقاتلة!
رئيس الشرطة: أريد تطهيرا كاملا وشاملا!
بكى سامي وقال: ماذا فعلنا لكي تعذبونا! ألا يكفي ضرب المعلمة لنا؟! هل تضربوننا لأننا طلبنا من المعلمة أن لا تضربنا!
رجل المخابرات: اخرس أيها الفيروس الشنيع حتى لا ينتشر في الهواء الميكروب أكثر من ذلك!
فقال محمد بنظرة تحدي وبطولة: وهل الفيروس ينتشر حينما يسأل الطفل معلمته عن معنى كلمة الحرية؟! الطيور في السماء تطير في حرية!!!
رجل المخابرات يركل محمد ويقول له: أنت رئيس الفيروسات ولك معاملة خاصة أيها الفيروس الخطير. ضعوه في الإنفرادي و اقلعوا أظافره واحرقوا جلده في السيجارة! الآن مباشرة.
نظر محمد نظرة إباء و عزة: قد تستطيعون تمزيق جسدي لكنكم أبدا لن تنالوا من كرامتي ورفعة روحي التي وضعها ربي في داخلي. حياتي في يد ربي هو وضعها في جسدي وهو وحده تعالى يزيلها!
جُنَّ جنون رئيس الشرطة والمخابرات لدرجة أنه لما حاول أن يضرب محمدا ارتطم برجل المخابرات لأنه كان يتمايل مثل السكران وفقد أعصابه فلم يعد يستطيع أن يرى أمامه!
فصرخ رئيس الشرطة وهو يضع يده على عنقه: ابعدوهم عني! أكاد أختنق من رؤيتهم وسماع كلامهم المؤذي! أزيلوا هذه الحشرات بعيدا من هنا!
وبينما كان يضرب الأطفال، كانت صيحاتهم تتعالى: يا الله! يا الله! يا الله! يا الله! ساعدنا يا الله!
****************************
ومن جهة أخرى حيث علمت عائلات الأطفال المساكين بالخطر العظيم والمصيبة الكبرى التي أصابت فلذات أكبادها و رياحين بيوتها!
صاحت أم علي وقد فجع قلبها: ماذا حدث لولدي الصغير؟ يا الله ألا يكفيهم سجن الكبار و تعذيبهم حتى يأخذوا صغارنا؟! رحمتك يا الله!
قالت أم محمد بكل هدوء: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها. يجب أن نذهب جميعا مع أهل درعا إلى مخفر الشرطة ونطالب بإطلاق سراح أبنائنا.
فقال أبو محمد بكل شدة: سنذهب حالا. أهل البلد كلهم يقفون معنا وحزنوا لمصابنا.
قال السيد حسن: يا أهل الخير أبناؤهم أبناؤنا وهؤلاء المجرمين إن أخذوا اليوم أبناؤهم فلا شك أنهم سيأخذون في الغد القريب أبناءنا و يفعلون بهم كما يفعلون بأبنائكم. هذا ظلم عظيم لا ينبغي أن يسكت عليه.
ذهب الجميع إلى مخفر الشرطة.
ذهب أهل المدينة جميعهم وطالبوا بإطلاق سراح الأطفال الأبرياء.
فقال لهم رجل المخابرات أمام الباب: هذه الميكروبات يتم تنظيفها الآن ولا يسمح لأحد أن يلقاها حتى لا ينتشر الفيروس بين أهل المدينة.
صاح أبو عدنان: يا مجنون نحدثك عن أبنائنا وتتكلم بكل برود عن ميكروبات. هل لو كان هذا ابنك لوصفته بالميكروب؟!
صرخ رجل المخابرات: اقبضوا على هذا المجرم الأفاك! الآن بدأت أفهم من أين تخرج هذه الميكروبات!
التف جميع أهل درعا حول أبو عدنان وصاحوا: أطلقوا سراح أبنائنا ولا تمسوا صاحبنا بسوء و إلا سنقتحم السجن عليكم جميعا. صار الأطفال الصغار ميكروبات! حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم!
نادى الجميع: نريد الأطفال الآن! نريد الأطفال الآن.
وفي وسط هذا الجمع الغفير خرجت طفلة بريئة وهي تقول بكل براءة: حرية! نريد حرية! حرية! أعطوا إخوتي الصغار حرية!
بدأ رجل المخابرات بإطلاق الرصاص في الهواء ثم حاول إطلاق الرصاص على الناس العزل. هاجمه شاب بطل ملثم و أوقع المسدس من بين يديه وقال له: ألا تستحي! تقتل الشعب لأنه يريد حرية أطفاله. ألا يوجد حد لظلمكم!
وعلى إثر صيحات الناس و التفافهم حول مخفر الشرطة وعزمهم على عدم الذهاب حتى يخرج أطفالهم، اضطر رئيس الشرطة أن يطلق سراح هؤلاء الأطفال الأبرياء وفعل ذلك على مضض شديد.
كانت آثار الضرب والتعذيب تبدو واضحة على وجوه و أجساد الأطفال.
كانت حالة محمد وعلي خطيرة جدا وكانا على مشرفة من الموت قريبة.
حملوهم أهل المدينة إلى المستشفى مباشرة وتعالت الصيحات: لا إله إلا الله! هؤلاء أطفال يا ناس...يا عالم من يعذب الأطفال...!!
وفي المستشفى كان محمد ينازع لحظاته الأخيرة والجميع ينظر إليه. احتضنته أمه وهي تبكي.
قالت له بكل حزن وأسى: يا صغيري اصبر ولا تتركنا! انظر إلي!
قال محمد وابتسامة ترتسم على شفتيه الصغيرتين: يا أمي إني أنظر في الملكوت الأعلى لم أعد أستطع النظر في الأرض ومن فيها! لقد تعبت كثيرا يا أمي و أريد أن أرتاح إلى جوار ربي.
انفجرت أم محمد بالبكاء وقالت: ولدي حبيبي صغيري! لا تتركني ولا تترك أباك!
أمسك أبو محمد بيد ابنه من الطرف الآخر وقال له والحزن يعتصر صدره: لن نسكت عما فعلوه بك و كل الناس تقف معنا.
قال عدنان وهو يبكي: كل ما فعله محمد هو أنه سأل عن معنى كلمة حرية!
قال الناس بدهشة: فقط لأنه ذكر كلمة الحرية!!
قال محمد وهو لا يزال يبتسم: لا تحزنا يا والداي الحبيبين، بينما كانوا يقلعوا أظافري وزاد الألم علي، بدأت أسمع هاتفا يصبرني و يثبتني ويقول لي: سينتهي هذا الظلم و ستنهض من أجل أظافرك سورية كلها، والعالم بأسره! ولقد اقتربت نهاية هذا الظلام الدامس...يا أمي لم أعد أحس بالألم من بعد شدة التعذيب....ثم رأيت نورا ينبعث من السماء يطرب له قلبي....ولهذا أقول لكم: من أجلك أبتسم يا سورية!
انهمرت دموع الأم وقالت: محمد ولدي! يا صغيري!
لم يستطع محمد أن ينبس ببنت شفة و قال بهدوء: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله!
لفظ محمد أنفاسه الأخيرة ومات.
بينما كانت أم محمد تبكي و معها النساء الطيبات، قالت أم محمد بصوت هادئ: أيها الناس! لقد مات ولدي من أجل الحرية! إذن سأموت على مات عليه ولدي. أنا أيضا أطالب بالحرية. أريد الحرية! أريد الحرية لكل الأطفال في سوريا! أريد الحرية للنساء والرجال والأطفال! حرية...حرية...جئناك يا حرية!
**********************
خرج الجميع في جنازة محمد وكانت الصيحات تتعالى: يا محمد نحن ماشيين على نفس الطريق! حرية هدفنا! من أجلك نبتسم يا سورية! ابتسمي يا سورية سنأتيك بالحرية! حرية....حرية....حرية.....
************************
ومن جهة أخرى، نهضت الثورة في سورية كلها لأن بعض الجنود الأشراف رفضوا إطلاق النار على الناس العزل الذين تعالت صيحاتهم بالحرية و المطالبة بإنهاء الظلم. كانت كلمة حرية في مصطلح نظام الأسد هي نهايته! لأنه أصلا قام على الظلم والقتل والفساد!
نزل الجيش المدينة وقال القائد المجرم: اقتلوهم جميعا.
صاح رجل من بين المتظاهرين أمام حشد الجيش: أنتم يا حماة الديار جئتم لحماية سوريا و الدفاع عن شعبها. أم أنكم جيش خارجي تريدون تدمير سوريا و قتل شعبها و تعذيب أطفالها!!!
وقال رجل آخر: أنتم أبناءنا و إخوتنا و أزواج بناتنا و أصدقاءنا و أهل بلدنا...منذ متى صار الدم الذي يجري في عروقنا ماء....
وقال متظاهر آخر: الله أعطانا سوريا الأرض المباركة وجعلكم جندها...أما سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير جند الأرض هم أهل الشام يجتمعون في منطقة إسمها الغوطة. أنتم كرامة سوريا! وأنتم فخر الرسول الكريم!
صرخ طفل صغير: إن تريدون قتلنا فاقتلونا، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نقف عن ثورتنا حتى نحصل على الحرية و ننهي هذا الظلم. وليقضي الله أمرا كان مفعولا.
وقال طفل آخر: الله الذي أنطقنا و ما أنتم بموقفينا. نحن قوم نحيا بعزة وكرامة أو نموت موت الأبطال.
قالت طفلة صغيرة: نحن لا نملك هذه الأسلحة القاتلة لكن سلاحنا الوحيد الذي نملك هو صدقنا و حبنا لطعم الحرية. و إن كان النَّفَس الذي أتنفسه والصوت الذي أصيح به: أوقفوا الظلم و أريد حرية....هو سلاح في نظركم فأنا لن أقف عن قوله حتى آخر لحظة في حياتي.
رفض بعض العسكر من حمص واللاذقية و حماة إطلاق النار وقالوا: واجبي العسكري أن أحمي أهل بلدي وأدافع عن كرامة سوريا لا أن أقتلهم و أسفك دماء المدنيين الأبرياء.
جن جنون قائد الجيش و طلب من خاصته بقتل هؤلاء الجنود الأبطال. لكن كلمة الحرية ظلت ترن في أفق سوريا وانتشرت أغنيتها الجميلة في جميع أرجاء سوريا. لكن طعم كلمة الحرية رغم عذوبته و لذته الكبيرة إلا أنه كان ممزوجا بآهات المساجين من الصغار و الكبار الذين يعذبون في السجون بدون رحمة. وزاد الألم في سوريا بخلط طعم الحرية في دماء الشهداء من الأطفال والنساء والرجال. ومع ذلك الألم الكبير الذي أحرق صدر سوريا إلا أن القلب الحر بدأ بالنبض وبدأ يتخلص من قيوده القاسية. وهكذا أقول والإبتسامة على وجهي: من أجلك أبتسم يا سورية....
***********************
وفي قصر الرئيس يقوم سيادة الرئيس بحركات بهلوانية غاضبة و يكسر ما يمر أمامه حيث أنه لا يستوعب ما يحدث له وكيف انتفض هذا الشعب مثل هذه الإنتفاضة.
صرخ في خاصة رجاله: اقتلوهم جميعا، هل تفهمون؟! اسحقوهم كالحشرات!
قال له رجل: سيدي هل تعني ما تقول: نقتلهم جميعا؟!
وصرح رجل آخر: لدينا مائة رصاصة مقابل كل مواطن سوري. بإمكاننا فعل هذا بسهولة.
فقال رجل حكيم بينهم: ولكن من ستحكم يا سيدي العظيم إن قتلنا كل الشعب السوري؟
فصرخ الرئيس بكل كبر وعنجهية: سأحكم الفئران والحشرات الباقية! أسرعوا بقتلهم قبل أن ينتشر فيروس الحرية! لا أريد هواء سوريا يتلوث بهم!
وبينما هو يصرخ اذا اندلع دوي قوي هز الأرجاء. فصاح الرئيس: ما هذا؟!!! ماذا أسمع؟!
فجاء رجل من بعيد والخوف يبدو عليه: سيدي انتشر الفيروس في سائر الأرجاء....هذا الدوي الذي سمعته هو انفجار قنبلة الحرية مع دماء الشهداء الذين يقعون في شتى سوريا. لقد نهضت سوريا كلها عن بكرة أبيها و تريد إسقاط جلالتكم المعظمة..........!
صاح الرئيس بجنون: ماذا تقول؟! لقد تلوث الهواء أيضا........ماذا سأحكم؟!....انتشرت الفيروسات....وتلوث الهواء.........(يضع يديه على رأسه) ويقول: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
وفي الخارج تتعالى الصيحات: الله ....سورية .....حرية وبس
الله ....سورية.....حرية وبس
الله ....سورية......حرية وبس
الله ....سورية......حرية وبس